* بغداد - د. حميد عبد الله:
قال ضابط سابق في المخابرات العراقية رفض الكشف عن اسمه إن عدداً من الخبراء الإسرائيليين دخلوا بغداد مع القوات الأمريكية أثناء اجتياحها للعاصمة العراقية في مطلع أبريل من العام الماضي وتوزعوا على عدد من المواقع العلمية والصناعية والآثارية والأمنية ونقلوا وثائق ومعدات وأجهزة وآثار ووثائق ونقلوها إلى إسرائيل بمساعدة القوات الأمريكية وعدد من العراقيين الذين جاءوا مع الجيش الأمريكي. وقال الضابط العراقي: إن من بين المواقع التي حرص الإسرائيليون دخولها وتفكيك معداتها موقع التويثة للطاقة النووية العراقية حيث توجد أهم وأدق الأجهزة التي كانت تستخدم في المشروع النووي العراقي والتي تحمل أختام لجنة الأمم المتحدة للرقابة والتفتيش (الانموفيك) وشركة القعقاع التابعة للتصنيع العسكري في مدينة الإسكندرية والمتخصصة بصناعة الحوامض الكيماوية الحساسة وأنواع من الأسلحة الخفيفة والثقيلة.وأفاد المصدر العراقي: إن المعدات النووية العراقية قد فككت بنحو مبرمج ودقيق وأن أجهزة ومنظومات كاملة قد اختفت ومن بينها أجهزة عالية الدقة للخراطة وتشكيل المعادن وكميات من الألمنيوم عالي المقاومة موضحا إن أهمية هذه الحلقات الفنية لايدرك قيمتها من لا يعرفها إلا المتخصصون بالبرامج النووية مشيرا إلى أن البيان الذي أصدره المدير لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي مؤخرا حول سرقة المعدات النووية العراقية يؤكد تفكيك هذه المعدات ونقلها خارج العراق لأنها لو كانت موجودة داخل العراق لتم العثور عليها فضلا عن إن القوات الأمريكية لم تقدم أي إيضاح للبرادعي حول مصير هذه المعدات مما يؤكد علمها بقيام خبراء إسرائيليين بسرقتها للاستفادة منها في المفاعلات الإسرائيلية أو بيعها لأطراف دولية بمبالغ طائلة.
وكان موقع التويثة قد تعرض للنهب من قبل المواطنين العراقيين لكن القوات الأمريكية لم تسمح للنهابة الدخول إلى الموقع إلا بعد إن فرغ الخبراء الإسرائيليون من تفكيك المعدات والأجهزة التي خططوا لنقلها إلى إسرائيل.
وكان ضابط مخابرات عراقي سابق قد كشف عن قيام عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بسرقة وثائق مهمة من أرشيف المخابرات العراقية الذي كان محفوظا في أحد السراديب السرية بعد إن وضع أحمد الجلبي اليد على جميع ممتلكات جهاز المخابرات العراقي السابق وفتح أبوابه وأسراره وخزائنه أمام الأمريكان والإسرائيليين.
|