Tuesday 2nd November,200411723العددالثلاثاء 19 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

جاءكم المجلس البلدي جاءكم المجلس البلدي
محمد المشوح

الكل يرقب العد التنازلي السريع الذي يتجه نحو الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية.
وإذا كان البعض يشكك في قوة وانسيابية التفاعل من قبل الجمهور والمواطنين تجاه تلك الانتخابات فإن أمانات المدن وبلدياتها هي الأخرى ترقب باهتمام هذه النقلة التي سوف تشهدها.
كما من المؤمل أن تشهد أروقة الأمانات سخونة وحرارة لقاء تلك الانتخابات فإن المعاين والراصد لمشهدها الحاضر يرقب صدوداً بارداً من قبلها مما ينعكس بدوره على الشارع المراقب.
هاهي أمانة جدة التي كنا نتلقى في أيام الدرس والطلب أهازيجها ونردد أناشيدها ونتغنى ببحرها وهوائها وأنها عروس البحر الأحمر.
بل إن البعض لا ينسى أنها مدينة بحرية يتيمة عزَّ عليها المجاور وتعاقبت عليها الأيام وكرّت الدهور ولم تزد هذه العروس إلا وهناً على وهن فثقلت بها الأعباء وتخلى عنها الأقربون والأحباء.
وصارت تلكم العروس الحسناء شمطاء محدودبة الظهر منهكة القدمين.
ومن الطرائف أن أمانة مدينة جدة التي ينتظر منها إصلاح ما أفسده الأوائل واستدراك ما تأخر عن تحقيقه السابقون.
أدركت أهمية التغني بالقديم واستعادة الذكرى الجميلة لتلك العروس فقدمت هدية ومفاجأة الموسم باكورة إنجازاتها على ديوان قشيب جميل جمعت منه أشعار وموشحات ومقطوعات ووصلات تذكر أيام جدة الخوالي.
فيا للعجب ألم يتبقَ من مسؤوليات تحمل وأمانة تقام على رعاة الأمانة سوى ديوان شعر مطرز بأحلام وأمانٍ.
هاهي جدة وأهلها يرقبون حالها الهزيل في شوارعها وأسواقها وميادينها ومنتزهاتها وحدائقها التي لا تليق بعروس حالمة.
وحين حملت أمانتها عبء الثقافة والأدب المكلف به ناديها الثقافي وجهاتها العلمية والفكرية ضاعت المشية وتنكبت الطريق.
حمل الخبر خاتمة تقول: إن إصدار الديوان يأتي ليوثق ما قيل عن جدة حتى غدت ملهمة الشعراء.
إنه نموذج لحالٍ لا تقل عنها أمانات وبلديات شغلت بمهرجانات واحتفالات هي ليست من مسؤوليتها ولا هي من صميم أعمالها.
فالهيئة العليا للسياحة ليست بحاجة أن تسلب من مهامها أو تتقمص منها شخصيتها وفي اللجان السياحية بالمناطق غنية عن هذه المشكلة.
إن المواطن أمام كم لا حصر له من المطالبات والحاجات البلدية التي يقع على رأسها البيروقراطية الرتيبة القاتلة التي تجعل من يريد طلب فسح بناء يقبع في أروقة الأمانة والبلدية أسابيع.
فالإجراء المعلوماتي والإدارة الإلكترونية والخدمة السريعة ليست حكراً على شركات مساهمة إلا إذا كنا نرقب تحويل البلديات إلى شركات مفتوحة.
أيها المرشحون والمنتخبون:
أمامكم هموم ثقيلة ومسؤوليات كبرى ليس أقلها تلك العجوز أو الشيخ الهرم أو محدود الدخل الذي مزق الدهر ورقة المراجعة لمنحته السكنية التي أوصى عليها الأبناء ثم الأحفاد.
وعشوائية المدن والأحياء وخدمات المواطن في سوقه ومتجره وعدم التعسف في القرارات ومثلها الغرامات.
وأولئك المراقبون الجوّالون الذين لا يرقبون في طالب رزق من شاب أو مواطن إلا ولا ذمة.
آن الأوان أن تفتح ملفات باتت ردهاً من الزمن معلقة ومغلقة وحري بالمواطن الذي ينعم بخيرات بلاده وولاة أمره الذين ينشدون راحته وطمأنينته ورزقه ويوصون دوماً بالمواطن خيراً أن تكون تلك المجالس فاتحة خير لمزيد من عطاء لهذا الوطن تليق بانتسابه لكيان عبدالعزيز بن عبدالرحمن المملكة العربية السعودية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved