في مثل هذا اليوم من عام 1962 انضمت اليونان إلى السوق الأوروبية المشتركة. وكانت فرنسا وألمانيا الغربية قد تزعمتا حركة وحدوية في أوروبا الغربية أواخر الخمسينيات بهدف إقامة تكتل اقتصادي لدول أوروبا الغربية يستطيع الدفاع عن المصالح الاقتصادية والسياسية فيما بعد للدول الأعضاء.
وتأسست السوق الأوروبية المشتركة عام 1958 بمشاركة ست دول فقط.
ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى جذبت التجربة المزيد من الدول الأوروبية فانضمت النمسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا.
وكانت اليونان قد شهدت خلال السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مرحلة من عدم الاستقرار السياسي في ظل التنافس بين التيار الملكي والتيار الجمهوري. كما خضعت عدة سنوات لحكم عسكري لم يتح لها الانضمام إلى السوق الأوروبية.
وفي مطلع الستينيات عاد الحكم المدني إلى اليونان. وكانت قد انضمت إلى حلف شمال الأطلنطي (الناتو) الذي تشكل في أعقاب الحرب العالمية الثانية وضم الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبا الغربية للوقوف في وجه المطامع السوفيتية.
ولعبت الولايات المتحدة دورا مهما في إقناع فرنسا وألمانيا الغربية وغيرهما من دول السوق بضم اليونان التي كانت تعاني من أوضاع اقتصادية متدهورة.
وبعد سنوات تحولت السوق الأوروبية إلى المجموعة الأوروبية ثم إلى الاتحاد الأوروبي الذي أصبح كيانا سياسيا واقتصاديا في الوقت نفسه.
وكانت بريطانيا قد رفضت في البداية الانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة تحسبا لفشل التجربة ولكنها اضطرت بعد ذلك إلى الانضمام إليها بعد أن حققت الوحدة الاقتصادية الأوروبية نتائج جيدة لكافة أعضائها.
ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حاليا 25 دولة بعد انضمام ثماني دول من دول أوربا الشرقية سابقا بالإضافة إلى قبرص ومالطا في مايو الماضي.
وعندما اختارت بعض دول الاتحاد الأوروبي إقامة وحدة نقدية بينها والتعامل بعملة أوروبية موحدة هي اليورو وافقت اليونان على الانضمام لهذه الوحدة مع 11 دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي.
وقد بدأ التعامل باليورو فعليا في يناير عام 2002 بمشاركة 12 دولة أوروبية على رأسها فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
|