تُعد رضوض الحفرة الفموية إحدى المشكلات الرئيسة في طب أسنان الأطفال.. فمعدل 80% من هذه الإصابات يحدث في عمر ما قبل المدرسة وهي من الشيوع والانتشار بحيث يتحتم على طبيب الأسنان الممارس أن يتفهم معالجتها تفهماً جيداً.
تخلق رضوض الأسنان الأمامية الدائمة عند الطفل صدمة نفسية شديدة، وذلك بسبب ما يطرأ على وجهه من تغيرات قد تفقده جاذبيته، وتبلغ في أهميتها ما يدفع بالأبوين إلى دخول العيادة السنية وهما في غاية الاضطراب والقلق، ومن واجب طبيب الأسنان أن يدرك بذكائه الحالة العاطفية للأبوين والطفل، وأن يعمل على تخفيف قلقهما وتهدئة الطفل، ولا يقتصر تأثير فقد الأسنان على منظر الطفل ونفسيته فحسب وإنما يؤثر على كلامه أيضاً ويتجلى ذلك في صعوبة نطق الحروف الساكنة التي تتطلب وضع اللسان على السطوح الداخلية للأسنان الأمامية، كما يؤثر فقد الأسنان الأمامية على كلام الطفل بسبب محاولته إغلاق الشفتين أثناء الكلام لإخفاء منظر الفم القبيح، كما قد تظهر بعض العادات السيئة كدفع اللسان أو فتله لسد الفراغ، ويُفضل بعض أطباء الأسنان تأخير الترميم ومراقبة الطفل لعدم تأكدهم من استمرار حيوية السن، ولكنني أفضل الترميم العاجل والفوري إن أمكن لأن التأخير قد يؤدي إلى سوء الإطباق نتيجة لضياع نقاط التماس بين الأسنان من غياب السن المصابة، أو جزء منها ويخلق فقد المسافة التي تشغلها السن المصابة مشكلة حين التعويض النهائي.
نسبة حدوث الرضوض وأسبابها
تُبيِّن الدراسات الإحصائية على مختلف رضوض الأسنان الأمامية الدائمة، أن حدوث رضوض في الأسنان الأمامية في زيادة مستمرة ويرجع ذلك إلى تزايد الاهتمام بالألعاب الرياضية التي أصبحت في متناول الجميع، كما أن الشجار وحوادث السقوط وحوادث المرور لها دور هام أيضاً، ونحن في مستشفى الحمادي نستقبل عدداً لا يستهان به شهرياً من حالات رضوض الأسنان الأمامية في قسم الإسعاف وقسم الأسنان.
وفي الواقع لا نعلم إن كانت هناك دارسات إحصائية على رضوض الأسنان الأمامية في منطقة الرياض أو مختلف مناطق المملكة، ولكن حسب الإحصائيات الأولية في المستشفى تبلغ نسبة الإصابة في الذكور مقدار ثلاثة أضعاف الإصابة عند الإناث تقريباً، تقدر نسبة حدوثها في الثنايا العلوية (السنين الأماميين العلويين)70% والسفلية 18% والأسنان الأمامية هي الأكثر تعرضاً للرضوض من غيرها.
تصنيف رضوض الأسنان الأمامية
هناك عدة تصانيف لرضوض الأسنان الأمامية، ولكن أفضلها هو التصنيف الذي يشمل جميع أنواع الكسور والرضوض بشكل مبسط ومفهوم وهو الذي نعتمد عليه ويكون كالتالي:
- الصنف الأول: كسر تاج السن دون انكشاف لب السن (أي العصب).
- الصنف الثاني: كسر تاج السن مع انكشاف اللب (العصب).
- الصنف الثالث: كسر في جذر السن.
- الصنف الرابع: سقوط السن بالكامل نتيجة للرض.
- الصنف الخامس: انخلاع السن دون سقوطه.
مبادئ وأهداف المعالجة
إن الهدف الرئيس من المعالجة هو المحافظة على حيوية السن ومشكلة التشريحي، ووظيفته وإفساح المجال لإتمام تطور السن بالإضافة إلى تطور الفكين، وتنقسم المعالجة إلى ثلاثة أقسام:
- أولاً: المعالجة الإسعافية وتهدف إلى معالجة تمزقات النسج الرخوة والحفاظ على حيوية السن المكسورة والمُزاحة من مكانها وذلك بحماية المنطقة المصابة أو معالجة اللب (العصب) المكشوف، ثم تثبيت السن بغية تخفيف الأذى وترميم نقاط تماس السن مع الأسنان المجاورة والمقابلة، يلي ذلك فترة راحة تأتي بعدها المرحلة الثانية، والثالثة والتي يعتمد العلاج فيها حسب تصنيف الرض وهذا ما يقرره طبيب الأسنان الذي يتابع الحالة حتى النهاية.
( * ) اخصائية في طب الأسنان وجراحتها بمستشفى الحمادي بالرياض |