أمرنا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين، وإكرامهما، والإحسان إليهما، وكثير من الناس وفقه الله سبحانه وتعالى ببر والديه، والإحسان لهما عندما كبرا، وأصبحا عاجزين عن خدمة نفسيهما، لعوز أو لمرض، وفئة قليلة جداً لا تكاد تذكر أهملوا والديهم، وألقوهم في دور العجزة، والمستشفيات يتألمون من شدة المرض، وقسوة الأبناء.
وقد أكدت دراسة أُجريت مؤخراً على مستشفيات منطقة الرياض، أن هناك ما يقارب 517 مريضاً يشغلون أسرَّة في المستشفيات، وتُقدم لهم خدمات علاجية وهم لا يحتاجون لعناية طبية عالية، إنما يحتاجون فقط لخدمة تمريضية تأهيلية، وهؤلاء يكلفون القطاعات الصحية بالرياض فقط أكثر من 372 مليون ريال سنوياً.
وحسناً فعلت مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني، حينما فكرت بإنشاء مركز للإقامة الطويلة، الذي سيسهم طبياً وإنسانياً في إزالة الحرج عن بعض العوائل التي لا ترغب في إهمال المريض لديها، ولا تستطيع في الوقت نفسه الوفاء بحاجته العلاجية والطبية، وخاصة كبار السن، وأتمنى أن تحذو بعض القطاعات الصحية حذو الشؤون الصحية بالحرس الوطني في توفير مثل هذه المراكز التي ستقلل من المصروفات على المستشفيات، وعدم إشغال الأسرَّة وتوفير النفقات والمصرفات، فالعديد من المناطق بحاجة لمثل هذه المشروعات، وهناك الكثير من المرضى المقعدين الذين يعانون معاناة شديدة، إما لضعفهم المادي، أو لأحوالهم الاجتماعية، التي لا يستطيعون معها البقاء في المنازل وترفض المستشفيات قبولهم.
( * ) المدير العام |