كان الحديث الماضي يدور حول قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (الصيام جُنَّةٌ فلا يرفث، ولا يجهل) وفي رواية (ولا يصخب).
والحديث ههنا إكمالٌ لما مضى، وبيانٌ لخطر اللسان وأهمية حِفْطِهِ، وذلك من خلال بعض النصوص والآثار والحكم.
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم).
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (اللسان معيارٌ أطاشه الجهلُ، وأرجحه العقلُ).
وقال أكثمُ بن صيفي: (مقتل الرجل بين فَكَّيه) يعني لسانَه.
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: (زلة الرَّجل عظمٌ يُجبر، وزلةُ اللسان لا تبقي ولا تذر).
والعرب تقول في أمثالها: (إياك وأن يضرب لسانك عنقك) أي إياك أن تلفظ بما فيه هلاكُك.
وقال طرفة بن العبد:
وإن لسان المرء ما لم تكن له
حصاةٌ على عوراته لدليل |
ومعنى حصاة: أي عقل، ومعنى البيت: إذا لم يكن مع اللسان عقل - يحجزه عن بسطه فيما لا يُحب - دل اللسانُ على عيبِ صاحبه.
وقال آخر:
رأيت اللسانَ على أهله
إذا ساسة الجهلُ ليثاً مغيرا |
وللحديث صلة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(*)عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
المشرف على موقع دعوة الإسلام
www.toislam.net |