Monday 1st November,200411722العددالأثنين 18 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هل أصبحت مسلماً الآن..؟ هل أصبحت مسلماً الآن..؟
محمد بن خالد بن محمد البداح/ المحاضر بكلية الدعوة والإعلام - عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية

عندما هممتُ بالانصراف ذات مساء من مكتب مدير شعبة الجاليات بالروضة بعد أن حصلت على بعض المعلومات والإحصاءات التي أحتاجها في إعداد بحث خاص لمنهجية الدكتوراه، دخل أحد العاملين في المكتب متهلل الوجه، وأسر للمدير بعبارات لم ألق لها بالاً، بعد ذلك قال لي مدير شعبة الجاليات: إن لدينا أحد الأشخاص يرغب في الدخول في الإسلام ما رأيك لو صحبتني؟ وحقيقة أني كنت على عجلة من أمري غير أني لم أرغب في تفويت هذه الفرصة.
انتقلنا إلى إحدى الغرف المجاورة التي أعدت لهذا الغرض.
دلفنا إلى المكان وكان به أحد الأشخاص من السعوديين تبين فيما بعد أنه الكفيل، وشخص آخر في عقده الرابع جزمت أنه الشخص المعني.
بدأ الحوار باللغة الانجليزية ولمدة تجاوزت العشر دقائق، بعد ذلك جاءت المرحلة الحاسمة في تاريخ هذا الرجل وانتقاله من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى.. نطق بالشهادتين، وتحول في ثانية من دين إلى دين.
يآااه إنها نقلة عظيمة وكبيرة فلن ينسى هذا الموقف.. بل لقد حفر في ذاكرتي هذا ولا أتصور أني سأنساه ما حييت.
بعد ذلك أطلق هذا المسلم الجديد سؤالاً محيراً، قال وبكل حماس: هل أصبحت مسلماً الآن؟!!
نعم..
قالها وقد اختلطت عباراته تلك بدموعه، ومقدار كبير من الاستغراب والتعجب، وكان لسان حاله يقول: أهكذا وبكل بساطة؟ نعم, هكذا فهذا الدين على الرغم من عظمته اللامتناهية لا طقوس معقدة للدخول فيه كالتعميد والتطهير.. إلخ.
إنه دين المحبة والمساواة ودين التسامح الذي ارتضاه الله لخلقه كلهم على اختلافهم.
وبهذا أود التركيز على عدد من الرسائل أبعثها عبر هذه الصفحة:
الأولى: لولاة الأمر في هذه البلاد - حفظهم الله - الذين سخروا كثيراً من الطاقات والإمكانات لدعم هذه المكاتب وتوفير القدرات المؤهلة للإشراف عليها فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء، وهذا الأمر ليس بمستغرب على دولة وفرت كل إمكاناتها خدمة لهذا الدين وأهله جعل الله ذلك رفعة في شأنها ودفعا لكثير من الشرور عن بلادنا الغالية.
الثانية: إلى رجال البذل والعطاء في هذا البلد المعطاء فهذه أبواب الخير مشرعة لتقديم الدعم لهذه المكاتب التي تشرف عليها الدولة تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية، فما يقدمه الباذل لهذه المكاتب الرسمية سيكون في حال من الطمأنينة أكثر عندما يعلم أنه سيصرف في طريقه الصحيح، وها نحن نعيش عبق شهر الخير والبذل (شهر رمضان) فليكن لهذه المكاتب العاملة نصيب فيما ننفقه، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس.
الثالثة: لمكاتب توعية الجاليات والعاملين فيها نسأل الله أن يسدد أقوالكم وأعمالكم، فالحمل كبير والاحتياج أكبر، والمسؤولية تقع على عاتقكم في التوسع في الأعمال والأنشطة والتنويع فيها تحت إشراف الوزارة المعنية مع استخدام وسائل التقنية الحديثة.
الرابعة: للكفلاء في المكاتب والشركات والمنازل أقول: لم الانتظار والخير بين يديك؟ فالأمر لا يتعدى الاتصال بأقرب مكتب لتوعية الجاليات ليقوم بعد ذلك مندوب منهم بزيارة موقعك وتزويدك بما تحتاج إليه من مواد سمعية أو رسائل مكتوبة بكافة اللغات، فهلا كنت مبادراً؟.
الخامسة: أهمية تعزيز فكر التسامح في المجتمعات المسلمة فما نجح أي جهد بغير التسامح فكيف بالجهد الدعوي القائم على الاستمالة والإقناع.
السادسة: للداخلين الجدد في الإسلام فنسأل الله لهم الثبات على الدين والمسؤولية عليهم كبيرة في إظهار الصورة الصحيحة لهذا الدين في مجتمعاتهم.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يحفظ على بلدنا أمنه واستقراره ويعلي شأنه في العالمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved