عندما يتحدث مسؤول بحجم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يدرك ماذا يقول وينطق بكلمات لها معانٍ وأبعاد ويعرف مغزى تلك العبارات ويهدف من ورائها ويعي جيداً ما يتفوه به. فعندما زار المصابين من رجال الأمن في حادثة النهضة قال سموه :(نحن رجال نواجه والحمد لله الإصابة من الأمام ليست من الخلف نواجه ولا نهاب) انظروا ماذا قال الإصابة من الأمام فالإصابة عندما تكون من الأمام تدل على أن المصاب واجه خصمه بكل شجاعةٍ وإقدام وواجه خطر المقاومة الذي ربما تكون نتيجته الموت. بعكس الإصابة التي تكون من الخلف والتي تدل على انهزامية المصاب أو هروبه من المواجهة وربما يكون هناك أسباب أخرى منها عدم التخطيط السليم أو عدم الأخذ بالاحتياطات اللازمة فمثل تلك العبارة عندما تُقال لشخصٍ مصاب ومنجز عملاً بطولياً ترفع من درجة الروح المعنوية لديه وينسى ألم الإصابة وتخف وطأتها كما أنها تحفز الآخرين. تلك العبارة يستطيع فهم معناها المثقف والعامي كونها مستوحاة من بيئتنا العربية وأصالة وعادات آبائنا وأجدادنا في الجزيرة العربية، فالإصابة عندما تكون في الوجه والأمام ليست كالإصابة في الخلف حتى فيما ينالها من الحكم الشرعي وما يفرض لها في الفقه الإسلامي.
وفقت سمو الأمير في تلك الدرر التي جاءت في وقتها لترفع من معنويات زملائنا المصابين بل وتجعل المصاب في موقف يعتز فيه بإصابته ويشعر بالفخر أمام زملائه وزائريه ومعارفه وحتى بعد شفائه تلك العبارة تحفز الآخرين من رجال الأمن ليحذو حذو هؤلاء لينالوا شرف الفعل والقول.
سمو الأمير موفق دائماً بإذن الله في القول والعمل وسيبقى رجالك رجال الأمن رجالاً أوفياء ومفخرةً للمواطن السعودي كما قلت وكما عهدتهم يذودون عن بلادهم بالغالي والنفيس ونم قرير العين فقط حصدت ما زرعت من غرسٍ وظهرت ثماره من خلال تلك الأحداث فقد وضحت للعيان بسالة رجال الأمن وإقدامهم على حياض المنايا لا يأخذون في الله لومة لائم وقد كانوا أهلاً للثقة والمسؤولية التي منحتموهم إياها والأمانة التي في أعناقهم وكما قلت يا سيدي (الوطن ليس تراباً وإنما الوطن رجال) لا فض فوك يا نايف. وفق الله رجال الأمن وحفظ الله بلادنا وقادتنا ومجتمعنا من كل سوءٍ ونسأله أن يعز الإسلام والمسلمين ويهدي ضال المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
|