Monday 1st November,200411722العددالأثنين 18 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
إلى مدير الأمن.! (2/2)
عبد الفتاح أبو مدين

إن بلادنا تعج بزائريها من أقطار العالم، ويرون هذه المسرحية الهزلية في شارعنا المروري، ويفغرون أفواهم، ولكنهم لا يتكلمون، لأنهم يعون المثل السائر: (يا غريب كن أديب)، لم أصحح المثل كما تقضي قواعد اللغة، لأنه هكذا سمع!
* غير أن الأمر لا يتوقف عند من يزور بلادنا من ضيف، لأن الخطأ يظل يحمل سيماه في كل زمان ومكان، وأن الإصلاح مبدأ حياة عند أي أمة تحب الحياة، ونحن لا نزعم أننا نرفض الحياة، ولا يقول أي عاقل إن النظام مرفوض ومبتسر، لا، لا يقول ذلك إنسان واع مخلص محب لوطنه ويغار عليه.. وبالتالي فنحن لسنا بدعاً من الأمم، التي ساد فيها النظام فارتاحت وأراحت وسعدت، وأصبح يضرب بها المثل، ولا نحب ان يقال عنا إننا أمة متخلفة لذلك فهي تغض الطرف عن الفوضى، ثم نحن نزعم ونرفع أصواتنا في كل محفل، أن ديننا الإسلامي، وأننا متمسكون به، ونتجاهل أن الغرب ومن سن نظماً تحكم حياته، أخذ من الإسلام ما قوّم حياته وأعانه على البناء الحق، الذي قد يبدو صعباً في البداية، لكنه مريح، لأنه قوام الحياة الحقة التي ارتضاها الحق سبحانه سبيلا لينعم من في الأرض باستقامة ما يجري فيها، وكان النظام نبراسها، فشاع العدل بين الناس في حرية حدودها عند ملامستها لحرية الآخرين!
* الأمثال كثيرة التي ينبغي أن يحتج بها، وأن أي مواطن مخلص محب لوطنه، حين يجنح الى انتقاد نفسه والأخطاء التي حوله ويعيشها، فإن دافعه الإصلاح، وأنه يريد أن يكون وطنه قمة في الرقي والحياة الكريمة، وأنه لا يكفي أن نقول إننا نريد الإصلاح وندعو إليه، ولكن بلا عمل وبدون تنفيذ.. نحن جميعاً مسؤولون عن الأخطاء التي تجري على أرضنا، ومدعوون الى الحد منها وإصلاحها، وإلا فنحن خاملون عالة على غيرنا، دعوانا الأماني التي لا تفضي إلا البوار، أما العمل فله لغة أخرى جادة بإخلاص وأداء ومتابعة، والضرب على أيدي العابثين بأمن الوطن، والذين يتجاوزون بكسر إشارة مرور تفضي الى القضاء على أبرياء.. حال كهذه لا ترضي أحداً، والسكوت عنها، لا أقول الرضا بها، وإنما تركها يدفع الى المزيد من العبث والظلم والفوضى العارمة، وهل نحن راضون، ونظل صامتين بلا حراك، غير أننا نتكلم كثيراً، ولكنه لا يجدي إذ: (لا قول إلا بعمل)، كما قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
* العرب تقول حدث عن البحر ولا عجب، والأخ الفريق، يدرك الفوضى العارمة في وقوف أي سائق سيارة بلا تنبيه، وفي أماكن ممنوعة عند انعطافات الشوارع، وفوضى سيارات الاجرة التي تسرح وتمرح في شوارعنا، ولم يعمل لها أماكن تقف فيها وهواتف، وسيارات النقل الحافلات الكبيرة والصغيرة، تعوم في الشوارع بلا مبالاة، وأخطر شيء: السرعة غير المنضبطة وكسر اشارة المرور، وعقابها ينبغي ألا يكون فيه هوادة ولا رحمة، لأنه جريمة وقتل عمد للآخرين، ومرد كل ذلك التسيب، ولن نستطيع أن نقول أن عندنا مروراً البتة ولو من باب المجاز، ونتائج ذلك أضرار لا قبل لنا بها، ولا احد يعذرنا لأنا مقصرون ألى حد الاهمال البعيد المدى!
* قالت امرأة حصلت على جائزة نوبل قبل أربعة عقود، وهي ليست مسلمة، لكنها تعيرنا بأننا أمة غير ملتزمة، وعندنا تشريع لم يضعه بشر ففرطنا فيه فشقينا بذلك، قالت: (الغربيون وضعوا قوانين واحترموها فسعدوا)، ونحن وضعنا قوانين ولكنا لم نحمها فتهنا في الطريق، وهذه حال لا ترضي أحداً، فهل من سبيل الى حماية الأبرياء من جنون السائقين.. اللهم رحمتك؟!
* أرجو ألا يأخذ أخي مدير الأمن العام هذا الحديث (دردشة) صائم، وموجة عابرة ما أسرع ما تختفي.. لا يا سيدي، هذا حديث مواطن الى مسؤول يحمل أمانة ثقيلة سيسأل عنها ان قصر او فرّط اليوم وغداً.. ونحن أمة امرت بالعمل، والعمل الحق لا يدفع الى غض الطرف عن العابثين المجانين في الشارع المروري، لأن الحق أحق ان يتبع.. وما كان لي أن أطيل هذه الوقفة، غير ان الشجا يبعث الشجا، كما يقول المثل.. والإنسان الغيور لا يرضى بالتخلف ليكون في آخر الركب، وهو قادر على العمل ويزعم أنه كذلك.. نريد أعمالاً لا اقوالاً!
* أعانك الله يا سيدي، وأرجو أن نرى في وطننا ما نراه عند غيرنا من استتباب النظام، لأنه عماد الحياة والمقسطين فيها، والله المستعان!
* مشكاة، قال الدكتور ناصر الدين الأسد قبل أيام ان لديه معلومات مهمة، لكن لم يحن الوقت لذكرها، وأقول قد غاب عن ذهنه إنه وغيره لا أحد منهم يملك شيئاً من الزمن، فتداهمه المنايا!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved