ما أجمل هذا الاسم وما أحسنه، اسم علمٍ يعرفه القاصي والداني من أبناء المسلمين الذين يعرفون معنى (عبدالعزيز بن باز).
لا تكاد تُذكر الفتوى الرشيدة المضيئة في مجلس أو محفل إلا ويذكر عبدالعزيز بن باز.
ولا تكاد تذكر أهمية العلم وقيمته، وأهمية الورع عند العلماء في ترسيخ معاني الإخلاص لله في نفوسهم، والارتفاع بعلمهم عن بهرج الدنيا، إلا ويذكر عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
أما إذا ذكر العمل الجاد، والمثابرة، والسعي المستمر في مصالح الناس، والدعم الذي لا ينقطع للعلماء وطلاب العلم دعماً مادياً ومعنوياً، فإنه لابد أن يذكر هنا عبد العزيز بن باز رمزاً كبيراً وقدوةً جليلة.
ولا يستطيع كاتب أو متحدث، ولا أهل مجلسٍ من المجالس أن يتحدثوا عن التواضع الجمِّ مع علوِّ المكانة في الأمة دون أن يستشهدوا بهذا العالم الوقور الشيخ عبد العزيز بن باز.
إنه حيُّ بيننا بعلمه ونصائحه وفتاواه التي جمعت بين رسوخ العلم، وشمولية النظرة، وحسن العرض بعيداً عن التعصُّب الذي يشين بعض العلماء.
حينما أستمع إليه أحياناً في إذاعة القرآن حيث تعاد حلقاته في برنامج (نور على الدرب) الذي كان يقدمه الأستاذ عبد الله فرحة الغامدي، أشعر أن شيخنا عبدالعزيز موجود، معنا، وكأنه لم يفارق هذه الدنيا التي نعيش فيها، والحقُّ أنه لم يفارقنا إلا بجسده الذي غاب عنا، وروحه التي صعدت إلى ربها سبحانه وتعالى، ونرجو أن تكون عند الله راضية مرضيَّة، أما علمه، وفقهه، ونصائحه، ولطفه وتواضعه فإنها موجودة حيَّة في عقولنا وقلوبنا.
يا له من صوتٍ هادئ رزين، يجري على سجيته نهراً صافياً من العلم والفقه، والدِّراية وحسن التفكير.
عبد العزيز بن باز - رحمه الله - صورةٌ مضيئة لا يخبو ضوؤها، ولا تضعف مكانتها، بل إن ضوءها يزداد أَلَقاً مع الأيَّام، ومكانتها تزداد رسوخاً في القلوب.
إنني لأشكر إذاعة القرآن الكريم التي تطرب مسامعنا وترطَّب قلوبنا، وتشرح صدورنا بهذا الصوت (البازيّ) الذي أصبح جزءاً من نفوسنا جميعاً علماً، وصدقاً - إن شاء الله - وحباً وعطفاً ومودة.
والله لقد جالسناه، وحضرنا كثيراً من لقاءاته، فما رأينا إلا مجالس الصالحين التي لا تقبل غيبة ولا نميمة، ولا سباباً ولا شتماً، ولا رأياً متعصبا، أو حكماً ظالماً على أحد، وإنما تقبل الذكر، والنقاش العلمي المفيد.
عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ذكرى جميلة تتجدَّد في نفوسنا لأنه عالم عامل، ولأنه وارث لعلم الشريعة الذي ورَّثه له ولأمثاله من العلماء سيِّد الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
رحم الله شيخنا وجمعنا به في جنات النعيم.
إشارة