* مكة المكرمة - شيخة القحيز:
أشاد معالي الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بجهود المملكة العربية السعودية في حماية أرض الحرمين الشريفين، وترسيخ الأمن في بلد الإسلام الذي تتعلق به قلوب المسلمين، كما أشاد بالجهود التي تبذلها وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها، بقيادة سمو وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبد العزيز وبتوجيهاته التي تترجم حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز على توفير الأمن ومكافحة الجريمة، وتثقيف رجل الأمن في المملكة العربية السعودية وتقديم المعارف التي تعينه على داء مهامه.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها معالي د. التركي في مدينة تدريب الأمن العام بمنطقة مكة المكرمة بعنوان (مهمة رجال الأمن والتعاون معهم) صباح يوم السبت 16-9-1425هـ وذلك بحضور قادة فروع الأمن في مكة المكرمة، وحضور قائد مدينة تدريب الأمن العام، العقيد مرزوق بن ماطر الخماش.
وبيّن د. التركي في محاضرته أن رجل الأمن هو أحد أبناء المجتمع الذي يعمل فيه، مؤكداً أن المجتمع المسلم مجتمع متميز له خصائصه الثقافية والفكرية ونظامه السياسي والاجتماعي، ويرجع ذلك أساساً إلى أنه مجتمع يقوم على الإيمان بالله واليوم الآخر، والعلاقة بين أفراده تقوم على الأخوة والإيمان، والأخوة من أهم ركائز الأمن والأمان في المجتمع المسلم، موضحاً أن الجريمة مظهر للسلوك المنحرف عن الإيمان بحرمة العدوان على الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وضعف الإيمان برقابة الله تعالى.
وقال معاليه: لقد ربطت الشريعة بين الأمن والإيمان وبين السلامة والإسلام ربطاً سببياً، فالأمن في المجتمع المسلم له مؤيدات من صميم ديننا الحنيف، وأصول شريعتنا الغراء، وعلى قدر التمسك بهما يتوفر الأمن.
وتحدث معاليه عن أهمية الأمن في حياة الناس، مشيراً إلى أنه ضرورة من ضرورات الحياة، وأن استقرار الأمن في بلاد الإسلام أحد الأهداف الرئيسة التي يجب أن تتعاون عليها مختلف فئات المجتمع، مؤكداً معاليه أن قيمة المهمة الموكلة إلى رجال الأمن تبرز جلية من وراء القيمة التي تحملها هذه المصلحة العظيمة، مصلحة الأمن، وفق موازين الشرع الإسلامي.
وأكّد معاليه أن مهمة رجل الأمن واجب ديني ووطني في آن واحد، ففي الجانب الديني، نجد عمل رجل الأمن أمانة من الأمانات التي يُسأل عنها يوم القيامة، وفي الجانب الوطني نجد شأن هذه المهمة يعظم من إدراك أن الوطن الذي نعيش فيه، هو أمانة في أعناقنا يجب علينا جميعاً أن نتعاون في خدمته وحمل همومه، وخصوصاً أن المملكة العربية السعودية تتميز بكونها تضم الحرمين الشريفين وهي محط أنظار المسلمين ومعقد آمالهم.
وقال د. التركي: إن هذا الواجب يتحقق بجانبيه الديني والوطني في الطاعة التي فرضها الله على الناس لولاة أمرهم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ} سورة النساء (59). ثم عدد معاليه الموضوعات العملية التي تتصل بمهمة رجال الأمن وذلك كما يلي:
أولاً: الوقاية من الجريمة: فالأمن الوقائي مسؤولية مشتركة بين أبناء المجتمع بكامله ويتطلب رقابة وتعاوناً من جميع الأفراد، في مستوى المؤسسات الأمنية والمؤسسات ذات الوظائف التوجيهية والتثقيفية والتربوية كالمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام والدعاة والعلماء.
ثانياً: متابعة وقائع الجرائم: وهذا مجال تبرز فيه هذه المهمة بأعبائها وكلفتها أمام رجال التحقيق والمتابعة ويحتاج إلى توعية أمينة بمصلحة التعاون في القبض على المجرمين وتسهيل أعمال رجال الأمن في هذه المهمة.
ثالثاً: التعاون مع رجال الأمن.. إن التعاون في الإسلام من أهم الواجبات، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة المائدة (2)، فهذه آية جامعة تعبر عن دستور التعاون في الإسلام، وبموجب هذا فإن من طاعة الله تعالى في هذه الآية أن يتعاون المسلمون في العمل الأمني الذي تعود مصلحته على الأمن عامة، ومن أعلى درجات هذا التعاون المساعدة في الكشف عن الأشخاص المسؤولين عن الأعمال الإجرامية من رؤوس الفتن والخارجين على الطاعة والقتلة واللصوص والمزورين وتجار المسكرات والمخدرات.
رابعاً: صلة العمل الأمني بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونبّه د. التركي إلى أن رجل الأمن يمثل الدولة في أداء مهمته وسائر عمله مما يوجب أن تكون مهمته تعكس هذا التمثيل بالتزام قواعد النظام، وتنفيذ الأوامر الصادرة بتواضع واحترام والشعور بضرورة الإخلاص في العمل والتعاون من أجل تحقيق الأهداف الأمنية، وعليه أن يستشعر أهمية الأمانة في عمله وأن يحافظ على أسرار مهنته أمام الغير.
وفي نهاية المحاضرة قدم قائد مدينة تدريب الأمن العام سعادة العقيد مرزوق بن ماطر الخماش الشكر والتقدير لمعالي د. التركي ولرابطة العالم الإسلامي على تعاونها مع مدينة التدريب، وكان مدير العلاقات والتوجيه في مدينة تدريب الأمن العام سعادة النقيب خالد بن حميدان الحميدان قدم المحاضر، مشيراً إلى جهوده في الساحتين الإسلامية والدولية وما قدمه كذلك في مجالات مكافحة الإرهاب.
|