** من الظواهر السلبية في رمضان.. هو أن البعض -وبالذات النساء- يجدون وقتاً لمتابعة المسلسلات بأشكالها وأنواعها.. ويتنقلون من محطة إلى أخرى.. من أجل مسلسل.. ولا يجدون وقتاً للنوافل وقراءة القرآن.. ولو سألت أحدهم: كم فتحت القرآن من مرة لقال (الله يعفو.. ما عندي وقت)!!، ولكن.. عنده وقت يتابع أكثر من خمس أو ست مسلسلات.. ويتحدث عن كل واحدة منها بكل تفصيل.. بل تُفاجأ أحياناً.. بأن هناك أكثر من شخص يتحاورون حول مسلسلة.. ويتحدثون عن أبطال المسلسل وماذا عملوا وماذا قالوا.. وماذا سيعملون.. وماذا سيتوقعون للمسلسل..
وهو عمل مخجل.. كله حب وغزل وتبرج وفساد وكلام بذيء.
** بل إنه كحبكة قصصية أو كقصة.. مخجل.. وبعيد عن الواقع.. فمثلاً مسلسل خليجي.. تنتجه دولة خليجية.. المسلسل عبارة عن مجموعة أُسَر: أسرة الاب.. فيها مخمور (24) ساعة ولا يصحو أبداً.. وحياتها كلها خمور.. وابنه منهم بعلاقة سيئة مع زوجة أبيه.. والأسرة الثانية.. لا يعرفون أمهم.. وأبوهم يضرب البنات ليل نهار.. بل ويخنقهن حتى الموت.
** والأسرة الثالثة.. البنت لا تعرف أباها.. والأم (نصابة وحرامية) وتضحك عليها.. والخال يحاول الضحك على أخته وسرقة فلوسها.. والابن مخمور (24) ساعة وحرامي ولص.
** أما الأسرة الأخيرة.. فالاخوة يتطاحنون ليل نهار.. ويترصد بعضهم للبعض الآخر.. (أوهكذا سمعتُ من بعض الأخوة عن هذا المسلسل).
** ومسلسل آخر.. الابن.. يقتل أباه.. وآخر يهدد أباه بالسجن بتهمة التزوير.. والأخوة.. يهددون بعضهم بعضاً.. ويسجن بعضهم بعضاً.. وهكذا.
** هل الأسرة الخليجية هكذا؟
** هل المجتمع الخليجي بهذه الصورة؟
** هل نحن كخليجيين.. كما صورتنا هذه المسلسلات؟
** هل نحن بشعون هكذا؟
** أبداً.. أبداً.
** وإنْ وُجدت حالات نادرة شاذة.. فهي لا حكم لها وليست تعميماً.
** فالملاحظ (كما يقول القراء) على هذه المسلسلات.. أنها تشوه المجتمع الخليجي.. وتظهره بصورة قبيحة.. وتصور الأسرة الخليجية بشكل بشع.
** والمعروف.. أن المجتمع الخليجي.. أو الأسرة الخليجية.. أسرة متدينة مسلمة ملتزمة.. تمتلك أخلاقاً عالية.. ومُثُلاً وقيماً.. وبينها روابط والتزامات وأخلاق.. وليست كما صُوِّرَتْ في هذه المسلسلات.
|