* الرياض - واس:
أعلن محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الأستاذ سليمان بن سعد
الحميد أن أداء المؤسسة الاستثماري بشكل عام قد حقق نتائج جيدة بحمد الله منذ إنشاء المؤسسة وحتى الآن مستشهداً في ذلك بأن إيرادات المؤسسة من الاستثمار في آخر عام مالي لها قد ارتفعت بنسبة 46.4 في المائة مقارنة بالعام السابق له ومثلت إيرادات الاستثمار حوالي 60 في المائة من إجمالي إيرادات المؤسسة السنوية.
وأوضح أن المؤسسة تعتمد في استثماراتها لحقوق المشتركين لديها على خطة إستراتيجية طويلة المدى معتمدة من كل من لجنة الاستثمار المنبثقة عن مجلس إدارة المؤسسة ومن المجلس نفسه الذي يشكل ممثلي أصحاب العمل والمشتركين الأغلبية فيه وأن هذه الخطة قد تم إعدادها على ضوء خبرات متراكمة وبعد دراسات مستفيضة والاطلاع على خطط استثمارية لمؤسسات مماثلة بالخارج وتمت الاستعانة في إعدادها بإحدى الجهات الدولية المتخصصة
في هذا المجال.
وبيّن في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن تلك الخطة تتضمن توزيع استثمارات المؤسسة على مجالات الاستثمار الرئيسية من أسهم وسندات وعقارات ونقد وذلك بناء على أسس تهدف لتحقيق أعلى قدر ممكن من العائد الاستثماري وتجنب المخاطرة وتحقيق الملاءة المالية التي تمكن المؤسسة من الوفاء بالتزاماتها تجاه المشتركين بالإضافة للتركيز على الاستثمارات المحلية المجدية.
وعن توجيه استثمارات المؤسسة لداخل المملكة أوضح الحميد أن المؤسسة تحرص على الاستثمار داخل المملكة كلما كان ذلك ممكناً ومحققاً للجدوى الاقتصادية لإدراكها لأهميته واستشعاراً لدورها الوطني وعلى ضوء ذلك فإنها تمثل اليوم أكبر مستثمر في المملكة حيث شملت في ذلك جميع البنوك وأغلب الشركات الجيدة وبنسب عالية خصوصاً في قطاعات الصناعة والأسمنت والاتصالات والبنوك والخدمات حيث بلغ عدد الشركات التي تستثمر فيها المؤسسة 50 شركة.
وقال إن تلك الاستثمارات قد حققت عوائد مالية عالية حيث إن قيمتها الشرائية 22 مليار ريال في حين أن قيمتها السوقية حوالي 57 مليار محققة بذلك أرباحا رأسمالية قدرها 35 مليار ريال بالإضافة للعائدات السنوية المحققة من الأرباح السنوية والتي بلغت خلال العام الماضي ملياراً وسبعمائة مليون ريال، كما بلغت الأرباح المحصلة من العقارات والمستشفيات خلال ذلك العام أربعة وستين مليون ريال وتبلغ القيمة السوقية لعقارات المؤسسة أضعاف تكلفتها.
وأضاف في هذا الصدد أن سوق الأسهم المحلية محدود القدرة الاستيعابية وأن المؤسسة بحكم طبيعة عملها ليست جهة منشأة للمشاريع الاستثمارية
الكبرى بل هي جهة تساهم فيها وتعمل على استغلال أي فرصة استثمارية محلية تتاح لها، وذلك عندما يثبت لها جدواها وأنه لم يسبق للمؤسسة أن تخلفت عن فرصة مجدية في هذا المجال وهي تواصل نهجها في هذا المسار بدلالة أنها قد قامت خلال الاثني عشر شهراً الماضية فقط بالمشاركة في تأسيس خمس شركات مساهمة هي الشركة الوطنية للرعاية الطبية وشركة الجبيل المتحدة للبتروكيماويات وشركة الخليج للصناعات الكيميائية المتقدمة
وشركة الصحراء للبتروكيماويات وشركة اتحاد اتصالات برءوس أموال بلغ إجماليها أحد عشر ملياراً وسبعمائة مليون ريال بالإضافة إلى أن المؤسسة بصدد تأسيس شركتين في مجال البتروكيماويات بالمشاركة مع شركات وطنية كما أنها تدرس فرصاً استثمارية أخرى في مجالات استثمار محلية كبيرة وأن جميع هذه الاستثمارات تعمل على المساهمة في التنمية الاقتصادية الوطنية وتحدث مزيداً من فرص العمل للمواطنين.
وأشار إلى أن أداء استثمارات المؤسسة بالخارج قد حقق بحمد الله خلال الثلاث سنوات الماضية أرباحاً صافية قدرها مليار وثلاثمائة مليون ريال كما بلغت أرباح المؤسسة من استثماراتها الخارجية منذ بدئها قبل عدة سنوات أكثر من 28 مليار ريال.
وبين أن انخفاض أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي وكذلك على الريال السعودي إلى مستويات متدنية لم تصلها منذ 45 سنة قد أثرت بالتأكيد على إجمالي عائدات استثمارات المؤسسة مثل غيرها من المحافظ الاستثمارية داخل وخارج المملكة مبنياً أن استثمارات المؤسسة بالخارج تتم بالتنسيق مع مؤسسة النقد العربي السعودي وتحت إشرافها.
وأشار محافظ المؤسسة إلى عدم صحة ما تناقلته بعض الصحف المحلية مؤخراً من تعرض المؤسسة لخسائر في استثماراتها الخارجية مؤكداً أنها بالعكس قد حققت بحمد الله أرباحاً في ذلك وبيّن في الوقت نفسه أن العملية الاستثمارية هي عملية في أساسها قابلة للربح والخسارة ولا يمكن أن يتم استثمار بربح مطلق وبشكل دائم وبالتالي فإن تقييم أي عملية استثمارية هو أمر نسبي بناء على حجمها ولا يكون على ضوء طرح أرقام مطلقة أو اجتزاء
جزئيات من عمليات شاملة وطرحها على أنها إخفاقات مما يعطي مؤشرات مظللة كما يفترض ألا يكون التقييم لقطاع معين أو لفترة محددة، بل إن الأصل أن يكون التقييم شاملاً لمختلف المجالات وعلى فترة زمنية كافية ليكون التقييم موضوعياً وعادلاً.
وقال محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أن المفارقات في هذا المجال أن تطالعنا صحافتنا في يومين متتاليين بمطلبين على طرفي نقيض في هذا المجال الأول يطالب بتوسيع استثمارات المؤسسة المحلية وهو أمر تسير عليه المؤسسة من قبل وتفضله على الدوام والمطلب الآخر يقوم على اقتراح يؤدي إلى تبديد أحدث الاستثمارات المحلية للمؤسسة وهو استثمارها في شركة اتحاد الاتصالات وذلك من خلال المطالبة بتوزيع استثمار المؤسسة في هذه الشركة على المكتتبين وذلك في إهدار صارخ لحقوق وأموال المشتركين
بالتأمينات الاجتماعية وزعزعة لركيزة مهمة لاستثماراتها المحلية وهي مبدأ المحافظة عليها ورعايتها.
واختتم معالي محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تصريحه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وللحكومة الرشيدة على الدعم والرعاية اللذين تلقاهما المؤسسة سواء في مجال الاستثمار أو غيره من المجالات الأخرى سائلاً الله تعالى أن يحفظ لبلادنا قيادتها ومقدراتها وأن يديم عليها نعمة الأمن والرخاء.
|