Monday 1st November,200411722العددالأثنين 18 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

بين قولين بين قولين
تفخيم الإستراتيجيات
عبدالحفيظ الشمري

طرح الخطط والأفكار قد لا يحتاج مِنَّا إلى هذه المغالاة بالتشخيص، و(اللف والدوران) في مزالق جديدة قد تعيدنا إلى دوامة البحث عن الذات من جديد، وكأننا في متاهة معاندة لا نعرف فيها ما نريده وما لا نريده، فالسبب يعود إلى تأزيم الألفاظ والمقولات التي تشرح أو تفسر بعض المشاكل الاجتماعية، والقضايا الإنسانية إلا أن أكثر ما يثير دهشة المتتبع أو المتابع هو الحديث عن الإستراتيجيات الذي أصبح أكثره مجانياً وغير مجد لأنه يطرح حول كل قضية حتى وإن كانت لا تستحق هذا التسلح بهذه الإستراتيجيات التي قد تفخم بلا سبب مقنع.
الإستراتيجيات التي بدأ يشير إليها المعنيون في تتبع بعض القضايا لا تخلو - في الغالب - من مبالغة في التقديم والتصور، لأنهم يرون أن هذه الطرق هي التي ستسهم في حل بعض القضايا، لكننا لا نرى فيها إلا مزيداً من الضبابية والغموض. علينا أن ندرك أن متطلبات الحياة الآن تريد منا الواقعية ولا غيرها، لأننا لم نعد مؤهلين - صراحة - لكي نناقش الأمور بمزيد من التخيل وتعدد التصوات برؤى حالمة، فالواقعية هي المخرج المناسب لنا، فحينما يتحدث الكثير من المنظرين عن أمر هذه الإستراتيجيات المفترضة ندرك بدايةً أننا أمام صعوبات جمة حتى في شرح هذا المصطلح، وتأكيد هويته التي قد ينشأ حولها الكثير من اللبس والفهم المتباين. فلا داعي أن نقحم مثلاً (ضعف التعليم) و(الفقر) و(البطالة) و(التفحيط) والزحام اليومي، في قضايا الإستراتيجيات التي ينفق عليها الكثير من الوقت والمال في غير طائل، فلماذا لا نكون أكثر تبسطاً وعفوية في تناول هذه القضايا التي تشغل بال المجتمع دون حاجة لمثل هذه الإستراتيجيات الفخمة.. تلك التي تُؤزم مشروع فهم القضايا أكثر من أن تسهم في حلها؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved