*كتب- المحرر الرياضي:
كان من حسن حظي وأنا أزور لأول مرة معهد التربية الفنية بالرياض وجود الأستاذ عباس حداوي المدير العام لرعاية الشباب في المعهد يومذاك.. حدث هذا قبل عام ونصف العام ويومها إن لم تخني الذاكرة قمت برفقة الأستاذ الحداوي ومدير المعهد الأستاذ محمد عبدالحميد بجولة على أقسام المعهد والنشاطات الموجودة فيه.. وقد أدهشني جداً الأسلوب الذي يزاول به الطلاب نشاطاتهم والتطبيق العملي لدراستهم النظرية.. ويومها سألت نفسي.. أكان يجب أن تغفل الصحف المحلية مثل هذه النشاطات؟.. أعني هل نحن كصحفيين على حق حين نتجاوز مثل هذه الأمور دون الإشارة إليها ولو بالنقد والتوجيه؟.. إذا كان ما يقوم به الطلاب والأساتذة دون مستوى رضانا..
وقبل أيام كنت بطريق الصدفة في مكتب صديقي مدير المعهد.. وتكرر المشهد أمامي وإن كنت هذه المرة لم أقم بجولة مكتفياً بالجولة الماضية وعلى مشاهداتي العابرة وأنا في طريقي إلى مكتب المدير.. تكرر المشهد لأن ما شاهدته في الماضي مازال يعيش في ذهني تجسيداً لطموح الشباب ورغبتهم الصادقة في أن يكونوا شيئاً كبيراً وكبيراً جداً.
قلت يجب أن أكتب عن المعهد.. على أن أنقل بأمانة إلى قراء هذه الصحيفة بعض ذكريات قديمة سمعتها من المسؤولين وشاهدت بعضها على الطبيعة في زياراتي القليلة جداً لهذا المعهد.. ولا أخفي عليكم أن زيارة مقصودة قمت بها لأسأل مدير المعهد عن معلومات أجهل تفاصيلها وأخرى اتصلت بالمدير لأحدد معه موعداً أجيء بالمصور معي ليلتقط صوراً من مظاهر هذه النشاطات في المعهد، وقد تم ذلك بالفعل بناء على موافقته وتحديد الموعد.
مدير المعهد
سوف يسأل البعض عن مدير المعهد الأستاذ محمد بخيت هذا الذي جاء ذكره أكثر من مرة في السطور الماضية.. وأحب أن أشير إليه إشارة عابرة لكي لا يتأثر فيما لو أخذ مساحة كبيرة من هذا الاستطلاع.
الأستاذ محمد رجل هادئ وعلى جانب كبير من الطيبة وحسن الأخلاق.. أنهى دراسته الثانوية ثم سافر إلى القاهرة وهناك أكمل تعليمه الجامعي في التربية والفنون من المعهد العالي للتربية الفنية وذلك عام 85هـ. وقد عمل بعد تخرجه في التدريس ورعاية الشباب إلى أن تم تعيينه مديراً لمعهد التربية الفنية للمعلمين بالرياض.
فكرة تأسيس المعهد
من خلال حديثي مع مدير المعهد عرفت أن فكرة تأسيس المعهد انبثقت من الشعور بحاجة المملكة إلى مواطنين متخصصين في مجالات الفن لا سيما بعد أن توسعت الحكومة في نشر التعليم وفتح المدارس في جميع أنحاء المملكة، وأن هذه الحاجة ستظل قائمة وإلى الأبد ما لم يؤسس معهداً للتربية الفنية، وهكذا أسس المعهد وسد بخريجيه بعض حاجة مدارس المملكة وسيسدها تماماً إن شاء الله خلال السنوات القادمة.
متى تأسس المعهد
سألت الأستاذ محبت عن السنة التي ولد فيها هذا المعهد فأجاب قائلاً:
لقد تأسس المعهد عام 85هـ وقد التحق به ثمانية عشر طالباً فقط، وقد احتفل المعهد بتخريج الدفعة الأولى بعد ثلاث سنوات على افتتاحه وهي المدة المقررة للدراسة، ثم توالى بعد ذلك تخريج المزيد من الطلاب سنة بعد أخرى وباشروا أعمالهم بالمدارس وفق الخطة المرسومة وعلى ضوء الهدف الذي قصد منه هذا المعهد.
نظري وعملي
تتميز الدراسة في المعهد بأنها نظرية وعملية في آنٍ واحد وذلك لإكسابهم المهارة الفنية اللازمة وتعويدهم على العمل وترغيبهم له.. وهذه النقاط كما أتصور من الأمور التي على أساسها تم توفير الإمكانات ليكون هناك قسم داخلي بالمعهد.. لأنه كما فهمت من مدير المعهد لا يتيسر للطالب أن يؤدي واجباته فيما لو كان المبيت خارج المعهد بسبب اشتراكه مع مجموعة من زملائه في نشاطات يجب أن تظل قائمة طوال العام الدراسي.
ولكن الطلاب يشكون!
ومع أن وزارة المعارف تتحمل تغذية الطالب وجميع ما يتحمل سكنه من نفقات.. إلا أن الطالب يواجه ظروفاً معينة تصرفه أحياناً عن أداء واجبه بالشكل المطلوب.. ولعل المعهد - كمبنى - أكثر هذه الظروف مضايقة للطلاب.. فهو بحاجة إلى إمكانيات أكثر لصيانته وتوفير الجو الصحي الملائم.. أقول ذلك بعد أن عرفت الكثير عن سوء شبكة المجاري وشبكة المياه ومدى ما يعانيه المسؤولون بسببها من إحراج أمام طلابهم.
سمو وكيل الوزارة يتفهم الموضوع ويعد خيراً
ولكن الشيء الذي يفرح كثيراً أن سمو وكيل وزارة المعارف قد زار المعهد ووقف بنفسه على كل شيء كما وعد بأن يحقق كل ما فيه مصلحة وخير.. فضلاً عن أن المعهد له نظرة تقديرية خاصة لدى المسؤولين بالوزارة باعتباره من المعاهد القليلة التي يوجد فيها قسم داخلي للطلاب وهو سبب الكثير من التعب والحاجة إلى الدعم المستمر.
هل يتطور المعهد؟
علمت من الأستاذ محبت بأن النية متجهة لتطوير المعهد وذلك استعدادا لافتتاح المعهد العالي للفنون بالمملكة الذي تزمع الوزارة إيجاده قريباً.. والواقع أن مثل هذا لو حدث لكان من الأحداث المهمة لتطور التعليم في المملكة.. إذ أن وجود المعهد العالي يزيد من استفادتنا من الراغبين للدراسة في هذا المجال.. فبينما يقتصر نشاط طلاب الدبلوم المتوسط على المدارس المتوسطة.. يصبح بالإمكان أن تسد حاجة المدارس الثانوية من خريجي المعهد العالي بعد افتتاحه إن شاء الله.
شروط الالتحاق بالمعهد
حددت لائحة المعهد الشروط التي يجب أن تتوفر بمن يرغب الدخول إلى المعهد.. وقبل أن نستعرض هذه الشروط أود أن أوضح بأن العدد المسموح به كل عام ليلتحق بالمعهد خمسين طالباً.. وهو كما أعتقد عدد قليل إذا ما قورن بالعدد الذي تحتاج إليه المدارس الآن وخلال الخمس سنوات القادمة حسب التقديرات.. لذلك فإن الأمل كبير في أن تتخذ وزارة المعارف خطوة رائدة بزيادة عدد الطلاب المسموح لهم بدخول المعهد كل عام.وبالنسبة للشروط المطلوبة لمن يرغب الدخول بالمعهد فهي أن يكون سعودي الجنسية وحسن السيرة والسلوك وحاصلاً على شهادة الكفاءة أو ما يعادلها وعمره لا يزيد على خمسة عشر عاماً وأن ينجح في الكشف الطبي واختبارات الرسم والأشغال اليدوية والمقابلة الشخصية، وهذا من المعروف بأنه يجوز قبول طلاب من البلاد العربية إذا توفرت بهم الشروط.
شيء عن الدراسة في المعهد
قد يعتقد البعض أن الدراسة في المعهد هي عن الأشياء الفنية كالرسم والنجارة والتصوير والنسيج والزخرفة والتصميم والخزف والصلصال وطباعة المنسوجات والنسيج والسجاد وأنه لا علاقة للطالب بالعلوم الأخرى وهذا خطأ يصححه واقع الدراسة في المعهد حيث يدرس الطالب مواد في الدين واللغة العربية واللغة الإنجليزية والرسم الهندسي والتربية وعلم النفس والتربية العلمية وطرق التدريس والثقافة الاجتماعية والصحة المدرسية وغيرها.
|