المدار الأول
(الله لا يبيّن غلاكم)
الحميدي الحربي

هو مثل شعبي يقوله من يتحدث إلى مجموعة ممن يحب وإن كان النص الدارج هو هكذا (الله لا يبيّن غلاك) كنت أسمعه منذ الطفولة وأعي معناه العام، لكن خصوصية معناه وحميميتها عشتها بعد وفاة والدتي غفر الله لها، فمنذ نشر الخبر في الجزيرة إلى لحظة كتابة هذه السطور والمكالمات والرسائل (الهاتفية) لم تنقطع.. لقد واساني كل أهل هذه البلاد بدءاً بالأسرة المالكة الكريمة ومروراً بزملاء الحرف (وأبناء القبيلة) والأصدقاء، وانتهاء بمن لا تربطني بهم إلاّ علاقة الود من خلال عملي الإعلامي.
لقد كنت أستغرب أن يحتاج هاتفي المحمول إلى (الشحن) خلال ثلاثة أيام لكنني يوم الاثنين الماضي اضطررت إلى تعبئته ثلاث مرات من كثرة ما استقبلته من مكالمات العزاء ورسائل المواساة.
لقد خرجت من حزني منذ أول يوم وتمنيت لو أن العالم كله يسمع مكالمات العزاء ويقرأ رسائل المواساة ليشهد بأن ما تتعرض له بلادنا من حملات إعلامية مضللة ومحاولات لزعزعة أمنها دافعها هو الحسد على ما نحن فيه من نعمة..
وأقول لأهلي في المملكة العربية السعودية حكاماً ومحكومين (الله لا يبيّن غلاكم).
وأسأله تعالى أن يحفظ هذه البلاد ورموزها الكرام وأهلها الأوفياء من كل مكروه، وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم إنه سميع مجيب.
فاصلة
(ما حدث معي من تعاطف الجميع ما هو إلاّ مثالٌ لما يحدث مع أيٍّ من أبناء الوطن.. والتكاتف والتراحم نعمة ميَّزنا الله بها.. وحسدنا عليها الكثير).
آخر الكلام