سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
اشير الى الموضوع الذي كتبه الاخ فهد الشويعر في صفحة (الفن) بعدد الجزيرة ذي الرقم 11710 الصادر يوم الاربعاء 6 من رمضان، تحت عنوان (الحميدي الحربي شاعر اوبريت الجنادرية القادم.. والصالح ملحناً لوطن المجد).
من الواضح ان المتابع لمسيرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة على مدى اكثر من عقدين مضت، يجد ان المسئولين فيه قد اهتموا به اهتماما كبيراً، وبكافة انشطته المتعددة وذلك من أجل أن يكون هناك اضافات وتميز، وهذا ما يلحظه الضيوف والزوار في كل عام، ويأتي في مقدمة ذلك حفل الافتتاح الذي يعتبر الاوبريت جزءاً مهماً منه.
ولعل اختيار الأخ الحميدي شاعراً لاوبريت الجنادرية يعتبر اختياراً موفقا لما يتمتع به من معرفة وخبرة وقوة شاعرية، فهو شاعر متمكن واعلامي وصحفي متمرس سيما فيما يتعلق بموروثنا الأدبي الشعري ومعاصرته ومعايشته لواقعه الممثل في اشرافه على القسم الشعبي بجريدة الجزيرة والبرامج التي يعدها ويقدمها عبر الاذاعة والتلفزيون والقصائد التي يكتبها في كافة اغراض الشعر، لانه ينتقي مفرداتها بعناية بعيداً عن الحشو المكرور مع التزامه باركان القصيدة والمحافظة على جوهرها، وصدر له ثلاثة دواوين من بينها الكتاب الذي يختص بالقصائد الوطنية فقط والذي اسماه (الحب الكبير) والقصائد التي اشتمل عليها الكتاب تتحدث عن الوطن وقادته الأوفياء ومنجزاته الكبيرة، ومن هذا المنطلق فان كلمات الاوبريت التي كتبها وحظيت بموافقة المسئولين تدل على مدى مقدرته على ذلك.
ولكن يبقى الاخراج والاداء والصور التي ستصاحب ذلك، فاذا كان اللحن جيداً والاداء متميزاً بحيث تكون الصورة للاوبريت بشكل عام مستوحاة من بيئتنا وتراثنا الشعري.
فالمأمول ان يجسد العمل واقع الصورة التي تحكي لنا قصة (لوطن المجد) دون اضافات لا تمثل واقعنا، فمتى تم ذلك، فاننا سنرى عملا رائعا اذا اخذ في الاعتبار ان العمل يمثل واقعا حقيقياً للصورة التي يراد ايصالها للمشاهج اي ان يكون هناك انتقاء في اشكال الاشخاص والملابس التي يرتدونها والحركات التي يودونها. ورغم انني لم اطلع على النص الشعري للاوبريت الا انني واثق بأنه سيكون لهذا الاوبريت تميز خاص، نظراً لقدرة الشاعر، وللتجارب التي مر بها المهرجان من خلال مسيرته الطويلة، وهذا بلا شك ما يهدف اليه المسئولون، وفقهم الله لكون المهرجان يبرز لنا حضارة وثقافة وتراثا له جذور عبر التاريخ وبالتالي الربط بين الماضي التليد والحاضر المجيد، لكي تشهد الاجيال صورة حضارية ثقافية متصلة.
ومن هنا فان الدلائل والتوقعات تشير الى ان المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته (العشرين) سيكون له طابع مميز في كافة انشطته بإذن الله.
عبد الله بن حمد السبر - الرياض ص ب 32010 الرمز 11428 |