جاء شهر الرحمة والغفران، هذا الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن، والذي تفتح فيه أبواب الرحمة، ويعتق فيه الله أناسا من النار..!
هذا الزائر الخفيف، الذي يمضي بسرعة لا يكاد يشعر بها الفرد، تواصل الحياة طبيعتها، ولكن يبدأ التغير في الوقت إذ يحلو للكثيرين السهر في هذا الشهر حيث العبادة والإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، وهو شهر التجمع بين أفراد الأسر مع بعضهم بعضا.
والأمر الذي يدعوني أن أشير إليه في موضوعي هذا، هو الطالب والدراسة.. فعندما يسهر الطالب والمعلم حتى الصباح لا تكفيهما ثلاث ساعات نوم، ويستيقظ كل منهما مشتت الذهن تعب الجسد وهو صائم، فمن المستحيل أن يستطيع استيعاب الكم الهائل من الحصص والأعباء والواجبات، خصوصا إذا كان من الذين يطيلون ساعات السهر.. ويقضي معظم الوقت بصحبة أفراد العائلة بالسمر والحديث.. فكيف بالطالب أن يوفق بين واجباته المدرسية وصيام وقيام هذا الشهر الكريم؟ لابد أن ينشأ هناك قصور كبير، استيعاب الدروس والفهم، ونرى المعلم والمعلمة والطالب والطالبة نائمين في فصول الدراسة..!
إن تغير الوقت والسهر كفيلان بأن يرهقا تفكير الطالب، وهذا يعود لمحصلته الدراسية وأعني عدم جدوى الدراسة في هذا الشهر الكريم، خصوصا ونحن نعود أبناءنا على السهر حتى ساعات الصباح الأولى فلا يتاح له أن ينال قسطا وافرا من النوم، ليريح بدنه، فيستيقظ متعباً منهكاً وهو صائم ولا يستطيع الإلمام بما تدره عليه المدرسة من مناهج، لاسيما وأن المدرس والمدرسة مثله - سهارى -!
الموضوع بحاجة إلى إعادة نظر من جديد من قبل الجهات المختصة بالتعليم. إن هذا الموضوع بحاجة لدراسة موضوعية محكمة من جميع الجوانب، ودراسة النواحي الإيجابية والسلبية. حتى نحقق الفائدة التي نطمح إليها..!
إننا إذا أردنا للطالب والطالبة الجدوى من الدراسة، فلابد أن يناما كحالهما في الشهور الأخرى.. وهل تستطيع الأسر التحكم في ذلك؟
في رأيي أنه مستحيل بالقياس إلينا..!
إن الذي أراه، أن تقلص الإجازات في العيدين، ليبقى رمضان شهر إجازة ومن الأجدى أن يتم - اختيار - نصف السنة في رمضان وقبل بدء إجازة عيد الفطر، فذلك أجدى وخير..
|