* الدمام - ظافر الدوسري:
مع أول يوم دخل فيه رمضان شهدت محلات الجزارة حركة نشطة وغير طبيعية وصلت معدلات العمل فيها إلى أكثر من 70%، كما شهد السوق ارتفاعاً في الأسعار ليس له أي مبرر سوى طمع وجشع بعض التجار.. حيث تذمر عدد من المواطنين من هذه الأسعار غير العادية دون أية مراقبة من أية جهة حكومية لهذا السوق الذي يشهد حركة كثيفة جداً مما أضعف ثقة المستهلك في حمايته مما يحاك له في السوق من رفع للأسعار بسبب غياب وصمت الجهات المعنية.
(الجزيرة) قامت بجولة على سوق اللحوم وسجلت هذه الآراء:
* * سعد الخالدي واجهناه في السوق وقال: لا أدري إلى متى وحماية المستهلك تنام في العسل، خاصة في شهر رمضان، فنحن لا نشهد أية رقابة على أصحاب اللحوم والمسالخ من جميع النواحي، خاصة في مدينة الدمام التي يختلط فيها الحابل بالنابل، ولا توجد تسعيرة ثابتة، ولا يوجد نظام بين بعض الجزارين الذين يوجد لديهم تدنٍ في النظافة والتنظيم.
إذ ليس من المعقول أن ترتفع الأسعار خلال شهر واحد وتصل عند بعض الجزارين إلى أكثر من 70 ريالاً، لذا نقول إن حماية البيئة والمستهلك مفقودة نهائياً وهذا يؤكده أصحاب الجزارة بأنفسهم إذ اتحدث بصراحة وأقول إن عمل الجزارة عمل شريف ويستحق أن يكون فرصة لعمل الشباب الذين لا يملكون أية شهادة علمية أو شهادة متدنية، ففيها سوق جيد مثل سوق رمضان والحج ومواسم الإجازات وغيرها.
لذا أرجو أن ننظر لجانب السعودة في هذا الجانب وهذا موضوع آخر حيث تحدث عنه قبل مدة وزير العمل الدكتور غازي القصيبي.
الذي أحببت أن أقوله إن المراقبين شبه معدومين في هذا الجانب من المراقبة خاصة اذا علمنا أن المراقبة تأتي للتأكد من صلاحية المحل واتباع اللباس فقط، وهذا تلاعب لا يخدم احدا، لا المواطن ولا الاقتصاد الوطني.
صمت حماية المستهلك
* * وعلى نفس الوتيرة يؤكد سالم الاحمري على أن موضوع الأسعار والمبالغة فيها ظاهر للعيان، حيث يستغل أصحاب الجزارة والمستثمرون فيه مواسم رمضان لرفع الأسعار بطريقة جنونية بدون أي معيار ودون وضع سقف لها، أما حماية المستهلك فهي خارج نطاق الخدمة في هذا الشهر..ليس في الشرقية فقط بل بالمدينة ومكة ايضا.
كل هذا الصمت من قبل حماية المستهلك يضر بلا شك المواطنين ويؤدي إلى زعزعة المستهلك خاصة إذا علمنا أن الدولة أيدها الله تسعى لتعزيز اقتصاد البلد وتحارب بعض الجوانب السلبية بالسوق.
.. فهل تتحرك وزارة التجارة وحماية المستهلك في هذا الشهر الفضيل.
* * وفي مكان آخر من أماكن البيع بالسوق التقينا سعد العامري (مستهلك) في حالة غضب شديد، وبالاقتراب منه والسؤال عن سبب ذلك يقول إن ما يشهده السوق من ارتفاع في الأسعار وما يسيطر على التجار من استغلال وطمع يجعل الإنسان يفكر بالإحجام عن الشراء.
ولكن تعالوا وانظروا إلى أحد الخرفان فقد كنا نشتري هذا بـ 400 ريال والآن يطلبون فيه حوالي 550 ريالا.. ما السبب في ذلك؟؟ السبب هو غياب المراقبة من البلدية الذي أعطى فرصة لهم لكي يتلاعبوا بالاسعار ويقع المستهلكون كبش فداء لهم.
* * ويقول سالم السهلي تاجر بسوق الأغنام: اننا لا ننكر أن هناك ارتفاعا في الأسعار ولكنه موسم الإقبال حيث يرتفع الطلب على الشراء مما يدفع بالتجار إلى رفع الأسعار، ولكنني أؤكد أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى ارتفاعها في بلد الاستيراد.
الجزارون يعانون من غلاء الأسعار
* * سعيد العلمي جزار يماني بسوق اللحم بالجبيل قال: إن قضية الأسعار أيضا نعاني منها (نحن الجزارون) حينما نريد أن نشتري الذبائح اذ يقوم تجار الغنم بالسوق برفع السعر دون أية داع ولا أي سبب، فالمواطن لا بد أن يعرف ان ارتفاع السعر ليس من الجزارين أنفسهم بل هو من تجار الغنم.. وعن حركة الجزارة قال هناك حركة غير عادية في رمضان المبارك اذ زادت الطلبات وعملية البيع إلى أكثر من 70% في الأيام العادية، ولا يمكن أن تتصور اننا نحصر عشر ذبائح ويتم شراؤها كلها في الغالب.
كما بين أن مكاسبهم في هذا الشهر الكريم يعود لنشاط وكثافة العمل وليس في ارتفاع السعر فقط.
وأشار إلى أن ما يرهق الجزارين هو أن أكثر طلبات اللحوم تتركز على عمل لحم مفروم، الذي يكبدني كثيرا من العمل وفي بعض الأحيان خسارة في الذبيحة ولكن ماذا تفعل اذا كان أكثر الزبائن على هذا النمط لأنه كما نعلم أن اللحوم مادة أساسية في وجبتي الأفطار والسحور، كما أن استخدامها مفرومة تدخل في صناعة كثير من الأكلات كالسمبوسة والفطائر والمحاشي.
واعترف الجزار سعيد بغياب البلدية وحماية البيئة في مراقبة محلات الجزارة وخاصة في هذا الشهر، وقال إننا في الأيام العادية يأتينا المراقب كل خمسة أو ستة أشهر وفي هذا الشهر لم نشهد بعد أي مراقب أتى لتفقد الجزارين.
خاتمة
مما سبق يبدو أن المستهلكين من خلال هذه الجولة اصبحوا يعانون من قضية دخلوا فيها حلبة الصراع مع التجار بعدما سيطر الجنون على الأسعار، لذلك يجب أن تمتد الرقابة لتصل إلى الرقابة على الأسعار والوقوف في وجه هؤلاء الطامعين والجشعين من التجار الذين اصبحوا يستغلون المناسبات وحاجة الإنسان إلى هذه الحيوانات.
|