كانت هناك فنانة ذائعة الصيت تدعى (سارة برنار) ظلت حوالي نصف قرن وهي أقدر الممثلات على المسرح، وأحبهن إلى قلوب الجماهير. وذات يوم بينما كانت تعبر المحيط الأطلسي على ظهر سفينة، زلقت قدمها فجرحت ساقها، واتفق أن أهملت الجرح فتقيح، فلما عرضت نفسها على الطبيب، قال بضرورة بتر الساق، وخشي الطبيب في أول الأمر أن يواجهها بهذا القرار، فقد كان يتوقع أن يسبب لها ذلك صدمة نفسية أو نوعاً من الهستيريا، لكنه عندما أعلن لها رأيه، صمتت لحظة، ثم قالت في هدوء: (ما دام الأمر كذلك، وما دامت هذه مشيئة القدر فليكن إذن ما شاء). وعندما هم الممرضون بنقلها إلى غرفة الجراحة، انفجر ابنها باكياً، فقالت له بلهجة الواثق المطمئن، وهي تلوح له بيدها: (لا تذهب بعيداً.. فسأعود سريعاً). ثم راحت تنشد إحدى الأغنيات الحبيبة إلى نفسها، فلما سئلت: أهي تغني لتغالب الحزن وتدخل السرور إلى نفسها؟ قالت: (لا بل لأدخل البهجة إلى نفوس الأطباء والممرضات). ولقد غادرت المستشفى بعد ذلك لتقوم برحلة حول العالم، وظلت تسحر ألباب الجماهير سبع سنوات أخرى، وهي مبتورة الساق.. مصيبة بتر الساق لم تحبط عزيمتها أو تقلل من شأنها.
(آن آريكسون) فتاة من السويد ولدت بلا ذراعين لكنها قررت مواجهة هذا المصير المؤلم بتحد وعزيمة قوية (آن آريكسون) فتاة من 6000 فتاة في العالم يولدن بلا أذرع لمواجهة هذا المصير المؤلم حولت الفتاة رجليها إلى ذراعين للقيام بمتطلبات حياتها، فجميع الأعمال التي تتطلب القيام بها بالأيادي تنفذها وببراعة برجليها فهي صاحبة أجمل خط في صفها المدرسي حتى أنها تقود السيارة برجلها وبمهارة فائقة وهوايتها المفضلة ممارسة السباحة. إنها أرادت أن تعيش حياة طبيعية دون شفقة من الغير.
قصة أخرى من قصص مضاء العزيمة في مواجهة مصاعب الحياة: امرأة اسمها (تشيرلي أنس) ولدت بدون ذراعين، واستطاعت أن تقوم بأعمال لا يستطيع القيام بها من حباهم الله ذراعين سليمتين. تقول: (كنت أكره الخروج من المنزل لأن الناس كانوا يحملقون بي، واقتنعت أخيراً بأن هذا لا يضير، وان الناس لا يجيدون توجيه ردود الفعل، وهذه نقيصة فيهم، فلم تعد نظراتهم تهمني والآن انوي دراسة الصحافة والعلاقات العامة في إحدى الجامعات يشجع على ذلك ما صادفته من نجاح خلال المحاضرات والخطب التي ألقيتها في مختلف مدن الولايات المتحدة الأمريكية والتوفيق الذي لقيته تسجيلاتي لإذاعة صوت أمريكا ولا تعجب إذا سمعت أن أطرشاً منذ الولادة أصبح موسيقياً، إنه يدعى (بول وايتيكر) يدرس عبر قراءة شفاه الأساتذة. هذا الإنسان أثار إعجاب الخبراء وعجبهم عندما نجح في امتحان الدخول إلى المعهد الموسيقي التابع لجامعة أكسفورد في انكلترا. هذه قصص لمن ولد بلا ذراعين أو أطرشاً لكن هناك من فقد ذراعيه بسبب حادث وهذا نفسياً أشد ألماً لكن صاحب العزيمة القوية لا يفت ذلك في عضده.
فقد مواطن صيني ذراعيه في حادث بعد عدة سنوات تمكن بعدها بقوة الإرادة والتصميم من ممارسة فن التخطيط بمساعدة مقبض صمم خصيصاً لذلك، وهو الآن يدرس فن الرسم. ولو نظرت في أحوال الناس رأيت أن كثيراً ممن حققوا النجاح ربما لم تكن ظروفهم مهيأة له لكن الحرص والإرادة والتصميم والعزيمة حققت النجاح لهم.
نخلص من هذه الأمثلة إلى هذه القاعدة المفيدة لمن يرغب في تحقيق امنياته: (قوة العزيمة تصنع المعجزات).
|