* مكة المكرمة - عمّار الجبيري:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله حق تقاته وان يعلموا ان ما بهم من نعمة فمن الله وان يبتغوا عند الله الرزق وان يعبدوه ويشكروه إليه ترجعون.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس في المسجد الحرام إنه ما من اجتماع في هذه الدنيا إلا وسيصير إلى افتراق والدهر يكون تارة ذا فتح وتارة أخرى ذا إغلاق وما من تمام إلا وسيحول إلى زوال والزمن في دورانه يعد فرصة كبرى لايقاظ ذوي الفطنة في استثمار فرص الخير والنهل من مواردها والمدد بالسبب اليها مع حذر الانقطاع.
وأضاف يقول لقد كنا بالأمس القريب في حالة من الترقب والولاه لبلوغ هذا الشهر المبارك وها نحن بهذا اليوم نقطع شطره في سجلات مطوية لا يدري من الرابح فيها فيهنأ ولا من الخاسر فيها فيعزى انها قافلة العمل الصالح التي لا تتوقف رحالها بل هي ماضية دون التفات ولسان حالها يقول يابغي الخير الحق بركابنا أو لا تكونن من القاعدين.
وأوضح أن من تأمل حالات فئام من الناس ليست بالقليلة لا يأخذن العجب بلبه كل مأخذ وانه لا يتساءل في دهشة وذهول أين هذه الفئام من استدراك خصائص الشهر المبارك ألم يسمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين) أين هؤلاء من استثمار فرصة التصفيد هذه والتي لا تخلص الشياطين بسببها إلى ما تخلص في غيره.
وأكد الشيخ سعود الشريم أن الواجب على الجميع في هذا الشهر أن يجعلوا منه فرصة للمران على منازلة الشيطان لأن من قوى إيمانه بربه فلا جرم سيغلب الشيطان لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً وما اسرع ما يفر أمام القوي وصاحب العزيمة لأن التواصل في طاعة الله وذكره الدائم كفيل بالتخفيف من ثورة الشيطان ومن ثم تشخص أهداف المؤمن المتقي تعجباً لما يرى من ضعف الشيطان أمامه.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله عز وجل أكرم هذه الأمة في هذا الشهر المبارك باجتماع نوعي العبادة فيه بمكاثرة لا تظهر في غيره وذلك من خلال الإكثار من دعاء العبادة ودعاء المسألة إذ يتمثل دعاء العبادة في الإكثار من الصلاة والصوم وقراءة القرآن والصدقة والذكر وهذه الطاعات كلياً تتكاثر في رمضان وهي في الحقيقة دعاء من المرء باللسان الحال ان يغفر الله له ويتقبل منه ويجيره من عذابه ويتمثل دعاء المسألة في الدعاء المشهور في القنوت وعند الفطر وبين الأذان والإقامة وسائر الدعاء في سائر الأوقات وهذا كله فضلٌ من الله ونعمة.
وقال إن الأمة اجوح ما تكون إلى الدعاء بنوعيه في هذا الشهر لأن واقعها يمر بأعاصير وزوابع تقذف بها ذات اليمين وذات الشمال انها تتلقى الضربات تلو الضربات ويأتيها الموت من كل مكان وما هي بميتة وان واقعها ليزري بها في حالٍ ليس لها من دون الله كاشفة وهنا مكمن السر في اللجوء إلى الله وارتقاب لطفه ورفع أكف الضراعة إلى العزيز الغفّار ان يصلح أحوال المسلمين.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام يقول إن على المسلمين بعامة في هذا الشهر المبارك أن يوطدوا أنفسهم على تحقيق الصلة بالله وإحسان اللجوء إليه فهو الذي يقضي ولا يُقضى عليه وهو الذي يكرم عباده بالتنزل في ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائلٍ فأعطيه هل من داعٍ فاستجيب له هل من مستغفرٍ فاغفر له بيد أن كثيراً من المسلمين مع هذه الفرص لفي حالة من اليأس والقنوط بسبب استبطاء الإجابة والنظر بالعين الباصرة بأن واقع الأمة يزداد سوءاً يوماً بعد يومٍ مؤكداً أن لاستجابة الدعاء موانع ينبغي أن تقلع عنها أمة الإسلام حتى يتحقق لها ما تصبو إليه ومن تلك الموانع ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر او إهمالهما او الاستحياء فيهما ومنها المطعم الحرام واستعجال الإجابة.
ومضى الشيخ الشريم إلى القول اعلموا ان قد اظلتكم عشر مباركات فيها من الخير والبركة ما ليس في غيرها فيها ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم، انها ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم انها ليلة العمل فيها خير من عمل ثلاثة وثمانين عاماً أنها ليلة من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وانه ليكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها وأما قيام الروح فيها فقيل إنه جبريل عليه السلام وقيل هم ضربٌ من الملائكة وهذه الليلة يكون الاجتهاد لموافقتها في العشر الاواخر والاكثار فيها من الطاعة والذكر والدعاء ويسن ان يقول المرء فيها اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني وان الاجتهاد في هذه العشر ينبغي ان يعمر بالصدق والاخلاص ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الاعتكاف فيها.
|