يلوم القارئ الأستاذ سعود العنزي مدرس اللغة العربية في إحدى مدارس شمال المملكة الكتَّاب والصحفيين على عدم التفاتهم للنقاط الإيجابية والحديث عنها في مسألة تطوير المناهج. وهو يشيد بشكل كبير بالتغيير الذي طرأ على منهج مادة القواعد في المرحلة الابتدائية، ويصف ما حدث لها بأنه شيء عظيم وضحت فيه قدرة الأخوات معِدَّات بعض هذه المقررات؛ حيث أثبتن تفوقهن علمياً وأدبياً من ناحية المضمون والإخراج واختيار الصور والرسومات.
ويقول إنه قضى سبع سنوات في التدريس، وقد أحس بمدى الفارق الكبير بين المناهج الهزيلة والجامدة التي كان يدرِّسها للتلاميذ وهذه المناهج الحيوية التي يتقبَّلها التلاميذ ويسهل عليهم استيعابها.
وهو يعاتب الكُتَّاب؛ إذ يندهش ويحزن لعدم التفاتهم إلى هذه النقطة المهمة، وهي تطوير المناهج وتأثير ذلك في التلاميذ.
والحقيقة أنني لمست هذا التغيير الإيجابي من خلال كتب ابني، إلا أنني فعلاً لم أبادر إلى الكتابة عن هذا الجهد وهذا التغيير الإيجابي.
وأنا مثله أيضاً أجد كتَّاباً كثيرين يتنافسون في إبراز العيوب، ولكنهم يتوارون تماماً ويختفون عند وجود النقاط الإيجابية، ويشعرون بالخجل حين يمتدحون جهداً أو يشيدون ببذل معين وكأنهم لا يرون إلا نصف الكأس الفارغ.
ومثلما نحن فعلاً نحتاج إلى إبراز العيوب، ومهمة الصحافة الأساسية هي النقد من أجل تحسين الخدمة المقدمة للمواطن، وهي لسانه وصوته الذي من خلاله تتحقق طموحاته وتطلعاته في حياة كريمة.
لكن هذا لا يمنع من أن المجتهدين الباذلين الذين قدموا شيئاً يستحق الثناء والتشجيع ينتظرون كلمة هي صدًى طيب لعملهم واجتهادهم وحبهم لوطنهم وإخلاصهم. ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله. ومَن لا يرى في الحياة جمالاً قط فهو القبيح الوحيد فيها، فالله جميل خلق الجمال. والحياة ستظل تورق بما هو جميل وما هو خير وإن تفاوتت النسب من مرحلة لأخرى، لكن الخير باقٍ، والجمال أبقى.
** شكراً لك أيها الزميل في اللغة، وأشكر لك متابعتك وثقتك.
فاكس: 012254637 |