Saturday 30th October,200411720العددالسبت 16 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

تراجع الحريات في فرنسا! تراجع الحريات في فرنسا!

ببساطة شديدة فرنسا تمضي نحو الكارثة ! فقبل فترة حين صادق البرلمان على قانون حظر الرموز الدينية، اختلطت المفاهيم ولم يعد باستطاعة أحد تفسير أو شرح أو التعليق على الأمر من باب توضيح الرؤية كأقل تبرير، ليس تعاطفا مع أحد، بل لأن حظر الرموز الدينية بقانون صارم بهذا الشكل يكفي وحده كي ننظر مليا إلى تراجع الحريات في فرنسا، بهذا الشكل المخيف والمهول. ربما لأن دولاً أخرى مثل بريطانيا وأمريكا اعتبرت القرار الفرنسي (إرهابا) سياسيا، كما وصفته الصحف الأمريكية، وربما هذا تعبير قريب من الواقع، بالنظر إلى عدد ضحايا هذه القوانين من المواطنين غير الفرنسيين، أوحتى الفرنسيين، وهو ما يعني أن الدولة التي (رفضت) شن الحرب على دولة مثل العراق، هي نفسها الدولة التي تحتجز حريات الآخرين وتضعها في قالب تشريعي لأجل (إرضاء) قوى فاعله في فرنسا، تسعى بطريقة جنونية إلى فرض حالة (طوارئ مريعة) على الفرنسيين عبر إدماجهم في (الجمهورية العلمانية) التي لا يمكن أن (تتسامح) مع الرموز الدينية المختلفة. ثم جاء الاقتراح الثاني الذي طرح على البرلمان الفرنسي على شكل وثيقة (عريضة) جاء في بندها الخامس الجملة التالية: (من ينتقد الحكومة الإسرائيلية يعاقب بتهمة معاداة السامية)! .
فرنسا (بتاريخها النابوليوني والثوري والديغولي) تمضي قدما نحو عزلة قد تفرضها عليها حتى الدول الأوروبية التي تعتبر القوانين الأخيرة والكثيرة مبالغ فيها حد الإحراج، باعتبار أن المحرك السياسي للجمهورية الخامسة صار اسمه: اللوبي اليهودي الذي استطاع أن ينظم صفوفه وإمكانياته وأدوراه ليصل إلى أعلى المراكز السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.
والحال أنه بعد المصادقة على القوانين الجديدة، هل سيصدق الزائرين والقادمين نحوفرنسا اليوم تلك اللافتة المعلقة على جدار مطارنا الدولي قائلة: مرحبا بكم في فرنسا الحريات؟ سيضحك العالم علينا، بمن فيه العالم الثالث، لان الحريات سقطت في شوفينية السياسي الكارزماتي الذي للأسف وضع الجمهورية الخامسة رهن إشارة القوى الصاعدة اليوم ميدانيا والتي تسمي نفسها القوى الإصلاحية، بالخصوص في هذا الظرف التي تمارس فيه الدولة العظمى في العالم راديكالية العنف ضد الشعوب البسيطة. ها هي فرنسا تحجز مقعدا بين الدول التي تقول عكس ما تعمل، لأن الحريات صارت (قابلة للطعن) تماما كمصائر الشعوب، وحياتهم ومستقبلهم الذي حولته آليات الحرب إلى مستقبل مفتوح للدمار الشامل فحسب.

(لوكورييه أنترناسيونال) الفرنسية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved