* رام الله فيرساي الفرنسية العواصم بلال أبو دقة الوكالات:
وصل الرئيس ياسر عرفات الذي يشتبه أطباء بأنه مصاب بسرطان الدم أمس الجمعة إلى فرنسا للعلاج تاركاً مقره بالضفة الغربية الذي حاصرته إسرائيل لأكثر من عامين ونصف العام.
ولوّح الرئيس البالغ من العمر 75عاماً الذي جسد على مدى عقود رمز كفاح شعبه من أجل إقامة دولة فلسطينية للحشود من الطائرة الهليكوبتر التي أقلته من مقره المحاصر شبه المهدم برام الله إلى عمان أولاً، بعد أن وافق على السفر تلبية لنصيحة فريق دولي من الأطباء ورفاقه القدامى وعائلته.
واستقل عرفات الطائرة الهليكوبتر الأردنية وهو يرتدي معطفاً عسكرياً زيتوني اللون وقبعة من الفراء.
ووصل إلى العاصمة الأردنية بعد وقت قصير ونقله الأطباء على كرسي متحرك إلى طائرة رئاسية فرنسية كانت في انتظاره.
ولم يسمح للصحافيين بالاقتراب من المكان لكن كان من الممكن رؤية عرفات يصعد بنفسه إلى الطائرة.
وكان في استقبال عرفات وزير الخارجية الأردني هاني الملقي ودبلوماسيون فرنسيون وعرب معتمدون في الأردن ومسؤولون فلسطينيون خصوصاً وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث.
وهي أول زيارة لعرفات إلى الخارج منذ حصاره من قبل القوات الإسرائيلية في مقره برام الله في كانون الأول/ديسمبر 2001.
وذكر شهود من رويترز أن عرفات وقف قليلاً من كرسيه المتحرك ونثر قبلات في الهواء لاتباعه قبل أن يرقد على سرير داخل الطائرة. ورافقته زوجته سها وكبار مساعديه.
وأقلعت الطائرة وهي من طراز (فالكون 900) بثلاثة محركات من مطار ماركا العسكري في شرق عمان.
وقال عرفات لمساعديه قبل أن يستقل الطائرة الفرنسية (بإذن الله.. سأعود). وقال محمد رشيد وهو مساعد لعرفات لرويترز: إن الرئيس الفلسطيني بدا في صحة أحسن لكن الأيام القادمة ستكون حاسمة.
وقال رشيد (الرئيس بدا أفضل كثيراً من أمس وحالته مستقرة).
وذكر أن الأطباء في فرنسا سيتولون العلاج وأن الاثنتين وسبعين ساعة القادمة ستكون حاسمة للغاية.
وبينما كان عرفات يستقل الطائرة الهليكوبتر الأردنية من مقره في الضفة وقف عشرات من اتباعه والحراس والمسؤولون الفلسطينيون وقد اغرورقت أعينهم بالدموع وهم يرددون: (بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار)، مستخدمين اسم عرفات الحركي أثناء سنوات المقاومة الفلسطينية.
كما رددوا (يا جبل ما يهزك ريح) وهو قول كان يطيب لعرفات أن يردده.
وبعد وصوله إلى مطار فيلاكوبلاي العسكري جنوب غربي العاصمة باريس توجه موكب الرئيس الفلسطيني إلى مستشفى بيرسي العسكري القريب لتلقي العلاج.
وفي وقت سابق قال أحد الأطباء الذين يشرفون على علاج الرئيس الفلسطيني: إنه يعاني من انخفاض غير عادي في عدد الصفائح الدموية لكن لا يبدو أنه مصاب بسرطان الدم. وهذا الانخفاض قد يكون سببه اللوكيميا أو أمراض أخرى كثيرة.
وكان الزعيم الفلسطيني الذي يحبه معظم الفلسطينيين قد أصيب بآلام في المعدة منذ الأسبوع الماضي. لكن صحته تدهورت بشدة يوم الأربعاء وفقد الوعي لفترات قصيرة متفرقة وكان يبدو في أحيان أخرى ذاهلاً ومشتتاً لكنه تمكن يوم الخميس من تناول الطعام والكلام وأداء الصلاة.
وقال الطبيب الأردني أشرف الكردي للصحفيين: إنه لا يعتقد أن عرفات مصاب بسرطان الدم. ولكن في وقت لاحق قال الكردي فيما نقلته عنه هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) انه ستجرى لعرفات فحوص لمعرفة ما إذا كان مصابا باللوكيميا حينما يصل باريس.
هذا وقد أعلن صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية أن السلطة تلقت ضمانات وتأكيدات رسمية من إسرائيل بضمان عودة الرئيس ياسر عرفات بعد إجرائه الفحوصات وتلقيه العلاج في مستشفى في باريس.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس: (حصلنا على ضمانات وتأكيدات من إسرائيل بضمان عودة الرئيس ياسر عرفات)، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى بهذه الضمانات.
ومن جهة ثانية ورداً على سؤال عن عدم تعيين الرئيس عرفات نائباً يتولى مهامه في فترة غيابه.
قال عريقات: إن (النظام الفلسطيني يقوم على نظام المؤسسات)، موضحاً أن (المجالس والهيئات القيادية تسير وتعمل بوضع طبيعي).
ومن جانبها ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة أن الحكومة الإسرائيلية منقسمة حول مسألة عودة عرفات.
|