Saturday 30th October,200411720العددالسبت 16 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

يتطلعون إلى أداء دور شرطي العالم والأولوية لديهم الحفاظ على إسرائيل يتطلعون إلى أداء دور شرطي العالم والأولوية لديهم الحفاظ على إسرائيل
حرب السكاكين الطويلة تندلع بين المحافظين الجدد فاز بو ش أم خسر

  * واشنطن - د.ب.أ:
تشكلت السياسة الخارجية المتشددة المثيرة للجدل التي ينتهجها الرئيس الأمريكي جورج بوش بتأثير من حركة المحافظين الجدد وأنصارها مثل نائب الرئيس ديك تشيني ونائب وزير الدفاع بول ولفويتز.
ولكن المحافظين على المستوى الاتحادي شأنهم شأن المحافظين على مستوى الولايات مختلفون بشدة حول سياسات بوش وبخاصة فيما يتعلق بحرب العراق، وبعد انتهاء سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء المقبل وبغض النظر عن نتيجته يتوقع المراقبون نشوب معركة أخرى في شكل مذبحة ثقافية داخلية على غرار (ليلة السكاكين الطويلة) في أوساط الايديولوجيين اليمينيين.
وقال جون بيتني وهو خبير في الشؤون السياسية للجمهوريين في جامعة كلارمونت ماكينا بكاليفورنيا لو خسر بوش فسيلقي الواقعيون بمسئولية الهزيمة على العراق.
وذكرت مجلة الايكونومست أن المحافظين الجدد قد يتعرضون لمتاعب أكبر في حالة فوز بوش لو تفجرت الأوضاع الداخلية في العراق، ويدور نقاش محتدم في معسكر اليمينيين منذ أشهر، حيث يتقاتل المحافظون التقليديون والجدد بشأن مسار الولايات المتحدة في المستقبل.
ونسبت صحيفتا يو.إس نيوز وورلد ريبورت إلى ريتشارد فيجوري وهو مفكر محافظ بارز ومؤيد للرئيس بوش قوله: إن المحافظين الجدد يريدون أن يكونوا رجل شرطة العالم، مضيفاً نحن لا نشعر أن دورنا هو أن نكون دون كيشوت ونصحح جميع أخطاء العالم، وتتركز الانتقادات الموجهة إلى حركة المحافظين الجدد على حرب العراق.
وأثار فرانسيس فوكوياما الذي عمل في إدارة الرئيس بوش الأب وكان من أكثر المفكرين نفوذاً في الحركة دهشة المراقبين عندما شنّ هجوماً مطولاً على الحجج التي ساقها زملاؤه في مقال نشرته صحيفة ناشيونال إنترست.
وانتقد فوكوياما الرئيس بوش لفشله في تكوين تحالف دولي قوي لخوض حرب العراق مردداً نفس الأسباب التي يستخدمها السيناتور جون كيري المرشح الديموقراطي في انتخابات الرئاسة.
وقال: إن بوش قاد البلاد إلى العراق ولديه أوهام كبيرة بشأن مدى السهولة التي ستتسم بها الأوضاع بعد الحرب.
ولكن ولفويتز وريتشارد بيرل الرئيس السابق لمجلس سياسات الدفاع الأمريكي وويليام كريستول الكاتب في مجلة ويكلي ستاندرد والمفكر المحافظ نورمان بودهوريتز يدافعون عن الحرب.
ولم يكتف بودهوريتز وهو من مؤسسي حركة المحافظين الجدد في السبعينيات من القرن العشرين بوصف حرب العراق بأن لها مبرراتها بل قال أيضاً: إنه يتعين على الولايات المتحدة المساعدة فيما اسماه تحرير الدول الأخرى في الشرق الأوسط للقضاء على معاقل التطرف.
ونسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى بودهوريتز قوله: إنني لا أساند غزو إيران في هذه اللحظة رغم أنني لن أشعر بالأسف لو حدث ذلك.
ولو لم يكن بوش من أعضاء حركة المحافظين الجدد قبل هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 التي تعرضت لها الولايات المتحدة فما من شك أنه أصبح كذلك بعد وقوع الهجمات، حيث صاغ (عقيدة بوش) التي تؤمن بمبدأ الضربات الوقائية.
ويرى بوش أن الولايات المتحدة تخوض الحرب العالمية الرابعة ضد ما يسميه الإسلام المتطرف باعتبار أن الحرب الباردة كانت هي الحرب العالمية الثالثة، وهو يؤكد أنه يتعين على أمريكا أن تثبت قيادتها وتبادر للدفاع عن أمنها. وتبنى بوش مبدأ المحافظين الجدد الذي ينص على أن أفضل علاج لمواجهة ما يسميه (الإرهاب) هو نشر الديموقراطية والحرية.
وسيوفر هذا المسار الحماية لإسرائيل وسيؤدي في نهاية المطاف إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهما قضيتان تحتلان صدارة أولويات المحافظين الجدد.
وينظر هؤلاء المحافظون الجدد إلى الحركات الفلسطينية على أنها إرهابية طالما تحارب فلسطين. بينما أن واقع الحال أن إسرائيل هي التي تحتل الأراضي الفلسطينية وهي الإرهابية التي تقتل الفلسطينيين كل يوم، ووجدت الآراء المتطرفة للمحافظين الجدد خصوصاً بشأن إسرائيل صدى إيجابياً لدى البروتستانت والكاثوليك المتطرفين.
واقتنع بوش بالمقارنات التاريخية التي ساقها المحافظون الجدد فهتلر لم يتوقف حتى اقتنع العالم بأن المفاوضات والتنازلات لن توقفه عند حده. وأظهرت الحرب الباردة أن سياسة القوة وحدها يمكن أن تسقط الإمبراطورية السوفيتية فيما أظهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أن كفة من يسميهم المحافظون بالمتطرفين هي الراجحة على الجانب العربي من الصراع. ولكن الشكوك تزايدت في واشنطن بشأن عقيدة بوش حتى إن المحافظ التقليدي المتحمس بات بيوكانين حذّر من حركة المحافظين الجدد. وأعرب بيوكانين عن تأييده إعادة انتخاب بوش لفترة رئاسة ثانية لكنه قال: إن المحافظين الأمريكيين حذّروا من حرب العراق.
وكتب بيوكانين مثل هذه الحرب على دولة لم تهاجمنا أو تهددنا ولم يكن لها دور في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر ستكون مأساة وكارثة. وكل ما تنبأنا به تحقق. فالعراق هو أسوأ خطأ استراتيجي في تاريخنا ويتحمل الرئيس بوش والمحافظون الجدد الذين ظلوا يخططون لهذه الحرب منذ عشر سنوات المسئولية الكاملة عنه.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه نبرة النقاش السياسي في أوساط المحافظين حذّر معلقون آخرون من أن سياسات بوش ستستمر لو أعيد انتخابه وسوف يظل المحافظون الجدد في السلطة في الوقت الراهن.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved