إسرائيل تمنع تحليق الطائرة الفرنسية في سمائها..
ياسرعرفات قال للحشود من شعبه: سأعود إن شاء الله، ولوّح بيده مودعاً..

* رام الله- بلال أبو دقة:
بكل صلافة، منعت دولة الاحتلال الإسرائيلي الطائرة الفرنسية التي أقلت الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات من التحليق في (سمائها).
وأفادت وزارة الدفاع الفرنسية أن الطائرة التي أقلت الرئيس عرفات إلى باريس تأخرت عن موعدها على ضوء معارضة إسرائيل تحليق الطائرة في سمائها..!!
وكانت الطائرة الفرنسية التي أقلت الرئيس عرفات، قد هبطت ظهر يوم (أمس الجمعة)، في باريس..
وكان يفترض أن تستغرق الرحلة الجوية وقتا أقل، لكن بسبب عدم الحصول على إذن إسرائيلي لم تحلق الطائرة عبر المجال الجوي الإسرائيلي..
وقالت مصادر فرنسية: إنه بسبب ضيق الوقت لم يتسن تقديم طلب إلى إسرائيل في هذا الشأن. وهبطت المروحية التي تقل عرفات ومرافقيه في الساعة الواحدة والنصف ظهرا في مطار عسكري قرب باريس حيث نقل من هناك جوا إلى المستشفى العسكري في بلدة كالامار الواقعة إلى الغرب من العاصمة الفرنسية.
وقد غادر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، صباح يوم أمس الجمعة، رام الله في الضفة الغربية على متن مروحية متوجها إلى عمان في طريقه إلى باريس لتلقي العلاج.
وقد هبطت مروحية عرفات في مطار ماركا العسكري شرق عمان.
وكان في استقباله وزير الخارجية الاردني هاني الملقي ودبلوماسيون فرنسيون وعرب معتمدون في الأردن ومسؤولون فلسطينيون خصوصا وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث.
وصعد عرفات بعدها إلى الطائرة الفرنسية التي نقلته إلى باريس، وقد تجمع آلاف المسؤولين والمواطنين حول الرئيس عرفات، لدى نقله إلى المروحية، مرددين شعارات (بالروح بالدم نفديك يا عرفات)، وخاطب الرئيس الفلسطيني الحشود التي اجتمعت لتوديعه،(سأعود إن شاء الله)، ولوّح بيده مودعاً.
حركتا حماس والجهاد الإسلامي حمّلتا مسؤولية تدهور صحة الرئيس عرفات للاحتلال.. هذا ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة تكون مرجعية سياسية عليا للشعب الفلسطيني.
وحمّلت الحركتان مسؤولية تدهور صحة الرئيس عرفات للاحتلال الإسرائيلي، فقد أكد الأستاذ إسماعيل هنية، عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس أن حركته تعمل دائماً على وضع الخلافات جانباً لمواجهة العدو الصهيوني الجاثم على الأرض الفلسطينية، وأكد أن حركة حماس لديها ثوابت سياسية قائمة على استمرار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني من ناحية، والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وعدم الانجرار وراء أي صراع داخلي من ناحية ثانية.
وتمنى هنية الشفاء العاجل للسيد ياسر عرفات محملا العدو مسؤولية تدهور صحته، ودعا إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة تكون مرجعية سياسية عليا، على أساس التحضير لانتخابات عامة يشارك فيها كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وتعتقد الحركة أن هذه الأسس السياسية أصبحت أكثر إلحاحاً في المرحلة الراهنة. وأكد أن حماس إذ تتابع كافة التطورات المتعلقة بصحة السيد الرئيس عرفات، فإنها تؤكد حرصها على وحدة الشعب الفلسطيني وتوفير كافة عناصر القوة وعدم السماح للعدو الصهيوني باستغلال أي متغير كبير على الساحة الفلسطينية لجهة اختراق الموقف الميداني والسياسي.
في حين أكد خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، إن تشكيل قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني هو إجراء لا بد منه في حال غاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن الساحة..
وقال البطش: إننا نتمنى الشفاء العاجل للرئيس عرفات، ولكن في حال وفاته، فإن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تقتضي تشكيل قيادة وطنية موحدة، على اعتبار أن غير ذلك من الحلول يزيد أمور الشعب الفلسطيني تدهورا..