* واشنطن - فيينا - الوكالات:
نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) صورة جوية لموقع القعقاع العراقي التقطت قبل يومين تماماً من الغزو الأمريكي في آذار/ مارس 2003م ظهرت فيها شاحنتان متوقفتان أمام ملجأ محصن يضم أسلحة في وحدة للتخزين كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضعت فيها 330 طناً من المتفجرات ومختومة بالشمع الأحمر.
وقال المتحدث باسم الوزارة لورانس ديريتا ليل الخميس الجمعة: إن سبب وجود الشاحنتين في هذا المكان غير معروف، موضحاً أنه لا يعرف أيضاً ما إذا كانت هذه الملاجئ المحصنة تحوي المتفجرات التي أعلن عن اختفائها في بداية الشهر الجاري.
وقد التقطت الصورة التي نشرت على موقع على شبكة الإنترنت في 17 آذار/ مارس قبل يومين من الغزو الأمريكي للعراق وفي اليوم الذي غادر فيه مفتشو الوكالة الدولية هذا البلد، وأضاف ديريتا أن الوزارة نشرت هذه الصورة التي رفعت عنها السرية، لتؤكد وجود نشاط في هذا المصنع قبل الحرب إلا أنها لم تفكر في احتمال نقل هذه المتفجرات قبل اندلاع الحرب، وتابع أنه كان هناك انطباع بأن الموقع كان (مغلقاً بأحكام) بين عملية التفتيش الأخيرة التي جرت في كانون الثاني/ يناير ووصول القوات الأمريكية في نيسان/أبريل.
وأكّد ديريتا ما نريد أن نثبته ليس أننا كنا على علم بما كان يجري، بل إن أموراً كانت تحدث عندما كان هذا القطاع ما زال خاضعاً لنظام صدام حسين، وقال ديريتا أيضاً: إن صورة أخرى التقطت في الأول من نيسان/ أبريل 2003م على أرض قريبة تظهر عدداً كبيراً من الشاحنات التي تجمعت في هذا الموقع، موضحاً أن هذه الصورة لن تنشر.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أن (من المحتمل جداً) أن يكون الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد نقل قبل الحرب الـ330 طناً من المتفجرات التي اختفت في العراق.
وقال رامسفيلد في مقابلة مع إذاعة فيلادلفيا (بنسلفانيا) أعتقد أن أول ما يجب قوله: إن المقالات الأولى غالباً ما تكون مغلوطة.
وأضاف أن الأشخاص الذين يصدرون أحكاماً ويتوصلون إلى خلاصات حول مواضيع تتطور بسرعة يرتكبون أخطاء كبيرة ومزعجة.
ومن دون أن يطرح أسماء محددة، غمز رامسفيلد على ما يبدو من قناة المرشح الديموقراطي إلى البيت الأبيض جون كيري الذي هاجم مراراً منافسه الرئيس جورج بوش حول اختفاء المتفجرات وحمله مسؤولية ذلك.
ولم يقدم رامسفيلد أي دليل ملموس لدعم فرضيته التي تفيد بأن المتفجرات قد نقلت قبل وصول القوات الأمريكية في الثالث من نيسان/ أبريل 2003م إلى مصانع القاعدة، حيث كانت مخزنة.
وقال: إن الفكرة القائلة بأن هذه الأطنان من المعدات قد نهبت ونقلت فجأة تحتاج إلى مناقشة على الأقل، ومن المرجح جداً أن يكون صدام حسين نقل المتفجرات عندما أدرك أن الحرب ستندلع.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن حوالي 330 طناً من المتفجرات اختفت من مستودعات القعقاع في العراق بسبب غياب الأمن منذ نيسان/ أبريل 2003م، موضحة أنها عبّرت عن قلقها للأمريكيين حول حماية هذا الموقع فور انتهاء الحرب.
ونفي المكتب الإعلامي في الوكالة معلومات ذكرتها شبكة التلفزيون الأمريكية (اي بي سي نيوز) التي قللت إلى حد كبير من حجم السرقات والكميات التي اختفت، وأشارت الوكالة إلى أن الشبكة لم تتحدث عن موقع تابع للقعقاع ومجاور له.
وأكدت الوكالة أن ما مجموعه 328.5 طن - وليس 342 طناً - من المتفجرات الشديد القوة والتي يمكن أن تستخدم في اعتداءات كبيرة لم تعد موجودة في هذا المجمع السابق من الملاجئ المحصنة، منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان/ أبريل 2003م. وأبلغ المدير العام للوكالة محمد البرادعي الاثنين مجلس الأمن الدولي برسالة بأن حوالي 342 طناً من المتفجرات المخزنة في هذا المركز العسكري السابق الذي يبعد خمسين كيلومتراً جنوب بغداد فقدت بعد التاسع من نيسان/ أبريل.
|