في مثل هذا اليوم من عام 1936 قام بكر صدقي بقيادة انقلاب عسكري في العراق. ولد بكر صدقي عام 1866 من أبوين كرديين، في قرية ( عسكر) قرب كركوك. درس في الأستانة، في المدرسة الحربية، وتخرج فيها ضابطا في الجيش العثماني، وشارك في الحرب العالمية الأولى، في آخر سنيها، وبعد نهاية الحرب، واندحار الإمبراطورية العثمانية، انضم إلى الجيش العراقي الذي أسسه المحتلون، في 1921 برتبة ملازم أول.
رغم كون بكر صدقي من أبوين كرديين، فقد كانت له ميول قومية عربية، ولذلك فقد تلقفه أنصار القومية العربية، من طبقة الحكام العراقيين، وتدرج في رتبته العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق ركن، في عهد الملك غازي، واشتهر بالقسوة والعنف عندما قاد الجيش العراقي ضد ثورة الآشوريين عام 1933، على عهد وزارة رشيد عالي الكيلاني، ثم ضد الحركة البارزانية، وضد ثورة العشائر في منطقة الفرات الأوسط عام 1935، وتوطدت العلاقة بينه وبين وزير الداخلية آنذاك، حكمت سليمان، الذي أحبه كثيراً.
في أواخر عهد وزارة ياسين الهاشمي الثانية، اشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة، التي عملت جاهدة لإسقاط الوزارة التي سعت للتمسك بالحكم بكل الوسائل والسبل، وفي تلك الأيام كان بكر صدقي، الذي شغل منصب قائد الفرقة العسكرية الثانية يتردد باستمرار على دار قطب المعارضة المعروف (حكمت سليمان)، وكان الحديث يدور حول استئثار وزارة الهاشمي بالحكم، رغم افتقادها للتأييد الشعبي، وحين ذلك اختمرت في فكر بكر صدقي فكرة إسقاط وزارة الهاشمي بالقوة، عن طريق القيام بانقلاب عسكري.
وفي يوم الثلاثاء المصادف 27 أكتوبر، جرى لقاء قبل التحرك بين بكر صدقي وعبد اللطيف نوري، واتفقا على موعد تنفيذ الانقلاب، وتفاصيل الخطة، وجرى الاتفاق على تسمية حركتهم (القوة الوطنية الإصلاحية)، وطلبا من السيد كامل الجادرجي إعداد مذكرة إلى الملك غازي يطلبان فيها إقالة حكومة ياسين الهاشمي، وتكليف السيد حكمت سليمان بتأليف الوزارة. كما تم إعداد بيان الانقلاب، وجرى إعداد عدد من الطائرات، بقيادة العقيد محمد علي جواد، وبذلك أصبح كل شيء جاهزاً للانقلاب.
|