Friday 29th October,200411719العددالجمعة 15 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
هل ينجح جستنية في ما لم ينجح فيه خريش ؟!!
محمد الشهري

الفرق بين المنطق واللا منطق.. ومثله الفرق بين المعقول واللا معقول.. تماماً كما هو الفارق بين الذهب والصفيح.. وبين الإفراط والتفريط.. فهي لا تحتاج إلى فلسفات أو تعريفات لإثباتها أو إقرارها.
* * مثلاً أن يجمع الكل على رأي موحد حول حدث ما كركلة جزاء محتسبة او غير محتسبة.. أو أحقية زيد أو عبيد من اللاعبين بالطرد من عدمه على خلفية خطأ ما.. ثم يأتي من يتشدق فيرى غير مارآه الجميع إما جهلاً او تجاهلاً.. فهنا تتضح المعايير والفوارق بجلاء.. ليس بين الغث والسمين فحسب، وإنما بين النقيض والنقيض (؟!).
* * المثال السابق أردت من خلاله الدخول الى صلب الموضوع الأهم.. مع الاعتراف بأن لكل نقيض أنصاره ودوافعه.
* * ولكي نكون أكثر إنصافاً، وأكثر واقعية في تناول قضية بحجم ما حدث ويحدث في أجواء الأهلي والاتحاد من أمور وعلى أكثر من صعيد.. علينا ان نوضح دون مواربة أو مجاملة، بأن الأبرياء في كلا المعسكرين من تهمة تداعيات ما حدث أقل بكثير من المذنبين.. بل إن الأبرياء يكادون يختفون تماماً في زحمة الصنف الآخر (؟!).
* * ولعلكم تتذكرون حادثة اللاعب أحمد خريش.. وكيف تحولت الى زفّة كرنفالية تسابق الكل للمشاركة فيها.. ولأنها حادثة انسانية عرضية.. لذلك لم تحمل من مؤهلات التأسيس لعهد مختلف وقادر على ردم الهوة العميقة في العلاقات التي كلما لاحت بارقة أمل في تلاشيها أو تضييقها على الأقل انبعثت في المقابل موجة عاتية من رياح معاكسة لا تحمل إلا المزيد من تأجيج كل ما يكمن تحت الرماد (؟!).
* * ولأن الرياضة عموماً هي ميدان تنافس فروسي.. إلا أنها قد ابتليت كما ابتليت غيرها من المجالات الأخرى التي يفترض ان تظل ساحات إبداع وارتقاء بالأذواق والمدارك.. ابتليت بعينات من البشر الذين لا تتجاوز طموحاتهم مجرد وجود من يصفق لهم, أو يكتب عنهم، أو يلاحقهم بكاميراته ومسجلاته وفلاشاته أينما حلوا وأين ما ارتحلوا، دون التمييز بين هل هم معاول بناء أم معاول هدم (؟!).
* * هذا الكلام ينسحب ايضاً على حمَلة الأقلام ممن رهنوا أنفسهم وأقلامهم وخبراتهم وحتى علاقاتهم لخدمة بعض الذي اقتحموا المجال الرياضي من الأبواب الخلفية لأغراض تجارية أو دعائية، دون أن يكون للأهداف الرياضية النبيلة أي وجود في قواميسهم وأعرافهم.. والشواهد ماثلة وعديدة (؟!).
* * وأخيراً جاءت حادثة الاعتداء على الزميل عدنان جستنية على أيدي شلة من (الرعاع) كنتاج طبيعي لغرس غير طبيعي.. والمتتبع لما تم تداوله على صفحات المطبوعات لم يستغرب أيلولة الأمور الى هذا المنحدر (؟!).
* * ولأنه لا يمكن لأحد ان يوجه أصابع الاتهام لطرف بعينه بالوقوف خلف حادثة الاعتداء وسط هذه المعمعة من التراكمات واختلاط الأوراق.. إلا أنه يمكن توجيه مئات، بل آلاف الأصابع صوب أكثر من طرف في هذا المعسكر أو ذاك كانت لها أياد غير بيضاء وراء حالات تصعيد الأمور بشكل أو بآخر.. سواء ما كان منها على شكل أفعال، أو ما كان على شكل ردود أفعال (؟!).
* * ولعله من المؤسف حقيقة أن يكون حسم الخلافات بهذا الشكل.. ومن المؤسف أكثر أن يكون أحد أطرافة هم ممن يفترض أن يكونوا أكثر قدرة على المساهمة الفعالة في تشكيل وعي ومفاهيم العامة من الرياضيين نحو الأفضل، ونحو التعايش السوي مع الأحداث.. بدلاً من الانسياق الكلي خلف الشهرة والأضواء والمكاسب المادية والمعنوية، على حساب أمور أكثر قيمة وأكثر فائدة للمجتمع الرياضي بأكمله.
* * وكون حادثه جستنية تختلف في أبعادها وملابساتها وزمانها ومكانها عن حادثة خريش.. لذلك أرى، وآمل أن تشكل المنعطف الذي يجب أن تتوقف عنده كل أسباب ومعاني التشاحن والتراشق.. وأن تبقى التنافسات الميدانية والإعلامية ضمن سباقاتها الشريفة والمنطقية.. وأن تظل في منأى عن الأهداف الشخصية التي لا تحفظ لكل طرف كرامته ومكانته.. ولا للمجتمع الرياضي عامة حقه المشروع في متابعة أمور الاتحاد والأهلي دون منغصات على شاكلة ما دار بين أنصار العملاقين على مدى أكثر من عام ونيف من الزمن.. وما أحدثه ذلك من شروخ وتصدعات ما كان لها أن تحدث لو لا الأطماع والدخلاء (؟!).
* * الشاهد: انني أرى وأستبشر بوادر التغيير الإيجابي المطلوب تلوح في الأفق ممثلة بالطرح المتعقل الذي يخلو من تلك اللغة الفجة خلال هذا الأسبوع.. تلك اللغة التي لم تثمر سوى المزيد من التباغض والتنافر بين الأحبة، وبين أبناء المدينة الواحدة.. والتي لم يستفد منها سوى المطبوعات المروجة والمتبنية لها دون وجه حق (؟!).
* * إننا نعيش روحانية وفيض كرم شهر الطاعات، وهي مناسبة لإصلاح ما فسد.. فهل يفعل عقلاء الاتحاد والأهلي ما يجب أن يفعلوه في هذا الجانب وفي هذا الشهر الكريم.. أتمنى ذلك.
للإحاطة فقط
* * الموضوع أعلاه لا يعني بأي حال أنني أنزه نفسي أو غيري من الوقوع في الأخطاء (حاشا لله) ما قصدت ذلك.. فنحن جميعنا بشر نخطىء ونصيب، وليس فينا من لا يخطىء.. وكل ما قصدته وتوخيته (ويعلم الله) هو تحري الوسطية والاعتدال في الطرح وفي التشجيع، وحتى في الميل للأندية التي نحبها.. وقبل كل شيء احترام من يخالفوننا الرأي وعدم تجريحهم بأي شكل ولأي سبب.. فالكلمة أمانة، والقلم أمانة.. وفي النهاية كلنا أهل وأحبة.. اللهم اهدنا جميعاً سواء السبيل، آمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved