* الحالة النفسية هل تؤثر في الشخص ذاته فيما ينتجه.. خاصة إذا كان: عالماً. أو كاتباً..؟
عبد الله بن حسين الهدباني القحطاني.. اليمن.
- هناك حالات توصف بالدقيقة في حياة جلة من كبار العلماء وأئمة الكتابة خلال قرون خلت من قبل، لكن طبيعة القراءة وحال القارىء الفكرية والإيدولوجية قد تصف حالة ما، أو حالات بوصف لا يرمي إلى الحقيقة بشيء، لكنه الفهم السقيم الأرعن، وللانتكاسة انتكاسة القارىء عن الحق لكونه مسكوناً بخوف ما أو يتسلق لشيء ما تجعله يعطي حالة لا وجود لها عند هذا العالم أو ذاك.
فمثلاً الإمام محمد بن إسماعيل البخاري قد ضُيق عليه سنين، بل طُرد وتُوبع، بل اتهم كما حكاه غير واحد مما جرى بينه وبين (الذهلي) وحتى رسم آلامه ابن حجر في آخر (هدي الساري)، وحتى هو نفسه قد دعا بأن يختار الله له الخيرة الحسنة والخاتمة الصالحة مما لاقى فالبخاري مجدد وقلَّ أن تأتي البيض بمثله.. قلَّ أن تأتي بمثله، وان كان يمكن ذلك فلا يحسن تصنيف الإمام إلا بالقلق على الأمة وعلم الأمة وتوحيد الأمة لا القلق الذاتي المرضي.
وخذ مثله في حاله: أحمد بن عبد الحليم الحراني ابن تيمية جرى له مثله بل زاد عليه السوء لكنهما ازدادا إيماناً وثقة وعلماً مكيناً.
ولهذا لا تجد عندهما تردداً أو تناقضاً أو انتكاسة بحالة ما من الحالات لكنهما مع ما جرى لهما ذاع أمرهما عبر تطاول العهود.
لكن من ينشد العز لنفسه ويخالف ليُعرف ويتهرب من الشهرة وهو يطلبها فذاك يصاب بحالة نفسية تؤثر عليه في إنتاجه قولاً وكتابة.. ولا أدل على ذلك من السكون بالتردد والسكون بالحذر مع كثرة الإنشاء وكثرة الحركة والالتفات وشدة البساطة التي يريد منها قنطرة ذيوع الصيت.
والأمثلة على هذا جمة، لكن قوة المتابعة وفراسة المتابعة ونزاهة وجودة الملاحظة يتبيَّن من خلال كل ذلك ما قد يفي بالإجابة على سؤال جيد وجيه كهذا السؤال، على أن ابن قيم الجوزية قد ساهم في نظر مثل هذا السؤال في كتابيه:
1- الداء والدواء = أو الجواب الكافي.
2 - وإغاثة اللهفان = جزءان.
مما يحدوني = جزماً = إلى ضرورة قراءتهما لكن ببصيرة وهدوء على نسق واحد.
|