* انتشرت (صوالين الحلاقة) كثيراً فتجد في شارع واحد أكثر من ثلاثة صوالين، بل قد عمد الكثيرون إلى تطوير الصوالين: كالرخام - وجمال المقاعد - والستائر - ونعومة بعض الحلاقين - لكن الذي يُؤسف له هو عدم تجديد آلات الحلاقة فالمقص - والمشط - وآلة الموس - ومنظفة الشعر - كلها تمر على أكثر من رأس في يوم واحد.
وهذا أمر قد سبَّب نقل (وباء الكبد)، بل في دولة فقيرة آسيوية قد سبَّب نقل الأيدز، ولك جهود علمية وطبية نتابعها.. فهل أوصيتم المعنيين بملاحظة الصوالين والقائمين عليها لاسيما والذين يحتاجون إلى وعي صحي دائم، وسؤالي متى عُرف مرض الأيدز؟ ومن ثم هل نقف على.. أسبابه؟
وآمل رحابة صدركم إذ السؤالان مهمان وحساسان.
محمد مصطفى الفيومي أبو سلمان.. القاهرة..
- لعل ذات السؤال يحمل الإجابة.. والمعنيون في (دول العالم) كل مواطن أمانة وأمانة عظمى في عنق المسؤول يُسأل يوم القيامة عنه.
أما ما يتعلق (بمرض الأيدز) فقد وجدت كلاماً جيداً حوله في إحدى الصحف لعله يفي بالغرض جاء هنا ما نصه:
لمحة تاريخية حول هذا المرض
في سنة 1981م، نشرت عدة مقالات طبية حول إصابة بعض اللوطيين بالتهاب رئوي نادر يُدعى داء المتكيسات الرئوية الكرينبي، وسرطان الجلد، (غرن كابوزي) وذلك لأسباب مجهولة حيَّرت الخبراء خصوصاً أن هؤلاء الرجال كانوا يتمتعون بصحة جيدة، ففي سنة 1983م تمَّ اكتشاف فيروس داء نقص المناعة المكتسب أو الأيدز في فرنسا، تبعه سنة 1985م استعمال تحليل وصولي على الدم لتشخيصه.. وفي سنة 1987م توصل العلماء إلى علاج دوائي ضد الحمات أو الفيروسات التي تسببه ولكن بنتائج متواضعة جداً مما حثّ الاخصائيين عالمياً بالقيام بالعديد من الاختبارات التي تكللت ببعض النجاح سنة 1996م.. بتطبيق العلاج الفعَّال ضد الفيروسات التراجعية باستعمال عدة مضادات لها مع تدني نسبة الوفاة بسببه، ومع تأخير حدوث المرض أو الحاجة إلى الاستشفاء المعالجي، وذلك بنسبة حوالي 60% إلى 80% تقريباً.. ورغم عدم وجود أي علاج شافٍ لهذا المرض حتى الآن، إلا أن هذه المعالجة المتقدمة نجحت في تغيير مسار هذا الوباء وخففت من مضاعفاته وقلَّت نسبة الوفيات بسببه ووفرت للمرضى المصابين به فرصة التمتع بحياة طبيعية بالرغم من الأعراض الجانبية المزعجة لتلك العقاقير وأسعارها الباهظة.
مراحل الإصابة بالفيروس مع الأعراض السريرية
تمر الإصابة بالفيروس التراجعي بعدة مراحل مع أعراض سريرية خاصة بكل مرحلة:
1- انتقال الفيروس:
ينتقل الفيروس بالعدوى أثناء الممارسة الجنسية المثلى وغير المثلى المحرمين، وباستعمال حقن ملوثة لتعاطي المخدرات أو بنقل الدم او عمليات نقل الأعضاء أو انتقاله إلى الجنين من والدته الحامل المصابة به والتعرض إلى سوائل جسدية تحتوي على الفيروس مثل السائل المنوي والإفرازات المهبلية والدم وافرازات عضوية اخرى مخلوطة بالدم مثل السائل المخي النخاعي أو السائل الجنبوي أو الصفاقي أو التاموري أو الزليلي أو السلوي، ونادرا ما يتعرض طبيب أو تقني يعمل في المختبر إلى هذا الفيروس بسبب وخز إبرة أو آلة حادة أو حدوث تلوث العينين وقرحة في الجلد أو في أية غشاوة جسدية برشاش سائل يحتوي على الفيروس.
وفي حوالي 0.2% يكون سبب الإصابة مجهولاً، وتختلف أسباب الإصابات بهذا الفيروس من دولة إلى أخرى ففي الولايات المتحدة مثلاً يتم عادة انتقال الفيروس أثناء الاتصالات الجنسية الشاذة والمثلى واستعمال الحقن الملوثة بنسبة حوالي 46% من مجموع الإصابات فهي 25% بسبب تعاطي المخدرات يليها في حوالي 10% نتيجة الاتصالات الجنسية غير المثلى أي بين رجل وامرأة و2% بسبب نقل الدم وحوالي 1% من الأم الحامل إلى جنينها بينما تزيد نسبة الإصابة إلى حوالي 70% إلى 80% في البلاد الفقيرة النامية بسبب الاتصالات الجنسية غير المثلى ومن 5 إلى 10% من انتقال الفيروس من الأم إلى جنينها أو استعمال الحقن الملوثة للمخدرات.. وجدير بالذكر أن أمل انتقال المرض بين الرجل والمرأة إذا ما كان احدهما مصابا بالالتهاب الفيروسي متساوٍ، ولكن بنسبة تزيد مع ارتفاع عدد الحمات أو الفيروسات الغازية للجسم لتصل إلى حوالي 22% خصوصاً عند الشباب وفي حال وجود تقرحات في المجاري التناسلية، وأما أمل الإصابة به إذا ما كان عدد الفيروسات عند أحد الشريكين ضئيلاً فلا يتعدى عادة أكثر من 0.11% بعد الاتصال الجنسي المنفرد، والجدير بالذكر أن اللمس أو التقبيل لا يشكلان أي خطر من الإصابة بهذا المرض.
2 - غزو الفيروس للجسم مع أعراضه
إن حصول الأعراض السريرية بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) يصل إلى حوالي 50% إلى 90% من تلك الحالات حتى عند الذين تعرضوا للاصابة أثناء عملهم الطبي أو المخبري حيث إن أمل اصابتهم بالالتهاب الفيروسي لا يتعدى 36% وتمر عادة فترة أسبوعين إلى 4 أسابيع وأحياناً 6 أسابيع قبل ظهور الأعراض السريرية التي تدوم عادة ما بين أسبوع إلى 4 أسابيع مع معدل أسبوعين وتتميز بما يأتي مع الإشارة إلى نسبة حدوثها.
- ارتفاع الحرارة أو الحمى (96%).
- تضخم العقد اللمفية (74%).
- التهاب البلعوم (70%).
- الطفح (70%) المتمثل ببقعات مطاطية حمراء حجم ما بين 5 ميلميترات و10 مليميترات على الوجه والصدر والبطن وأحياناً الاطراف وراحة اليد والأخمص أو ظهور أيضاً تقرحات في الفم والمريء أو في الاعضاء التناسيلة.
- آلام مفصلية أو عضلية (54%).
- إسهال وصداع (32%) لكل منهما.
- غثيان وقيء (27%).
- ضخامة الكبد والطحال (14%).
- السلاف (12%).
ومن أبرز تلك الأعراض السريرية كما ظهرت في دراسة أميركية على 46 مريضا مصابا بفيروس مرض نقص المناعة المكتسب الحمى التي تصل إلى 38.9 درجة والتهاب البلعوم والتعب الجسدي والآلام العضلية والنقص في الوزن (معدل 5 كيلوغرامات) ونادرا ما تظهر ايضا اعراض عصبية أهمها التهاب السحايا والدماغ والاعتلال العصبي في حوالي 8% من تلك الحالات وشلل الوجه ومتلازمة غيان باريه والتهاب عصب الذراع واختلال الجذور العصبية والتشويش الذهني والذهان، ولكن علينا التشدد على نقطة مهمة ان كل تلك الأعراض غير خاصة بالالتهاب بفيروس الأيدز وقد تظهر في امراض أخرى إلا أن تواجد بعضها مما عند اي شخص قد يوحي باصابته بهذا الفيروس ويتطلَّب ذلك اجراء التحاليل الإضافية التي ستناقش لاحقاً لإثبات التشخيص.
3 - أمراض الغزو الفيروسي ورواسبه
إن الفيروس HIV - 1 المسؤول عن أكثرية حالات الالتهاب بهذا المرض يدخل عادة الجسم عبر غشاوة الجهاز التناسلي ويرتبط ببروتينه الغلافي الخلايا المناعية CD4 الملتصقة بالخلايا التغضئية الموجودة عادة في غشاوة عنق الرحم والمهبل واحياناً في اللوزتين والغدانيات مما يُفسر إلى انتقال الفيروس أثناء المجامعة.. وتحتاج الخلايا المناعية ان كانت من نوع البلاعم واللمفاويات إلى مستقبلات خاصة لاحتواء الفيروس.. فإذا ما فقدت تلك المستقبلات يصبح الإنسان مقاوما لذلك الالتهاب وبعد اندماج الفيروس باللمفاويات CD4 المناعية ينتشر في السم عبرها ويغزو الغدد اللمفية في غضون يومين والمصدّرة او بلازما الدم بعد حوالي 3 ايام بعد الإصابة وينتقل بواسطتها إلى عدة أعضاء منها الدماغ والطحال والغدد اللمفية، وقد اظهرت عدة دراسات انه وقت الاصابة يكون عدد اللمفاويات CD4 مرتفعا، ولكن مع فقدان كامل للمناعة الخاصة ضد تلك الفيروسات الغازية مما يسبب سرعة تكاثرها ولكن الجسم يبدأ بحشد جيوشه المناعية للنيل من تلك الأجسام الغريبة عنه ويأمر بعض اللمفاويات المناعية CD8 بمجابهة هذا العدو وتجري معركة حامية ما بين الفيروسات والخلايا المناعية التي تستطيع في المراحل الاولى من وضع حد ولو لمدة قصيرة للالتهاب الفيروسي فتنخفض كمية الفيروسات في الجسم وتزول عادة الاعراض السريرية التي وضّحناها سابقا ويستقر عدد الفيروسات لمدة حوالي 6 أشهر بعد الإصابة في حال لم يستعمل أي علاج لهذا الالتهاب وحسب عددها الأصلي ومناعة الجسم ضدها.. وفي بعض الحالات النادرة تستقر الفيروسات لعدة سنوات بدون أن تسبب مرض الأيدز مع نسبة طبيعية للخلايا اللمفاوية CD4 واحتواء كامل للفيروسات بدون أي علاج وعلاوة على ذلك فقد تبيَّن حديثاً أن استعمال المضادات ضد الفيروسات باكراً عند تشخيص الالتهاب الحاد قد يحفظ سلامة وفعالية الخلايا المناعية ضد الفيروس مما يخفض مدة الأعراض السريرية بعد الاصابة وقد يقي من انتشار الفيروس الى الاعضاء الأخرى، ولكن بدون التمكن من القضاء عليه.. وفي غضون 6 أشهر تقريبا من الاصابة يختبىء الفيروس في الخلايا اللمفاوية ويقضي على الكثير منها بعد استبدال حامضها النووي بما هو خاص به، ويغيِّر شكله مراراً لتفادي معرفة هويته والنيل منه من الدفاع المناعي، وينجح في اغلبية الحالات إلى السيطرة على الجسم وتسبب مرض المناعة المكتسب أو الايدز مع أعراضه ومضاعفاته وقدرته على الفتك بالإنسان المصاب به.. وأما فترة حدوث هذا المرض فهي تختلف حسب عدد الخلايا اللمفاوية CD4 وكمية الفيروسات الغازية للجسم.. وقبل ظهور مرض الايدز يعيش المريض بدون أية أعراض سريرية ولكنه قد يصاب بتضخم العقد اللمفية التي تحتوي على كمية كبيرة من الفيروسات التي تختبىء في الجهاز اللمفاوي داخل اللمفاويات CD4 وتنتشر منها بعد القضاء عليها بنسبة 10 خلايا يومياً.. وتستمر المعركة ما بين الدفاع المناعي الذي يحاول استبدال الخلايا المناعية CD4 المتلوفة بخلايا جديدة وبين الفيروسات التي تستكمل هجومها العدواني ضد تلك الخلايا للفتك بها بينما تكرر نفسها بسرعة وتنجح أخيراً في حربها الشعواء وتسيطر تماما على الجسم وتسبب مرض الأيدز بأعراضه الاولية التي تُدعى (ب) ومنها الطفح والتهاب المهبل الفطري أي داء المبيضات المستمر والمتعاود والمقاوم للعلاج والطلوان الفموي والحلاَّ المنطقي والاعتلال العصبي المحيطي وغيرها مثل الحمى والإسهال لمدة تزيد على شهر، ورغم أن تلك الأعراض قد تتواجد في الكثير من الأمراض الأخرى إلا أن حدوثها بكثرة وبشدة في مرض الأيدز يميِّزها عن الخلايا الطبية الباقية.
|