كنا زمان لا نعرف أشياء كثيرة من التي تعرفها اليوم، بين يديك الآن جهاز كنت أنا أستخدمه للاتصال فقط، وعندما شبيت وطلبت مني الجوال من أجل أن تستخدمه في الاتصال، وحتى لا يقول عنك أصدقاؤك (أنت محروم أو متخلف)، اشتريت لك الجوال، وما كان فيه وقتها هذه الخاصية الجديدة (البلو) (توث)، والآن صار معاك جوال فيه (البلو) (توث). أذكرك يا ولدي الشاب أنك تمتلك في داخلك قدرة عظيمة تتميز بها عن غيرك، ووعدتي أنك تستغلها في الخير، وتدربت عليها كثيراً، وهذا ما شجعني على أن اشتري لك في أول الامر هذا الجوال.. أنت تستخدم هذه القدرة في حياتك باستمرار، وبها تميز شخصيتك عن الآخرين، وتصير لك مكانة أو لا مكانة، ويمدحك الناس أو يذمونك.. هل تذكرت يا ولدي؟
نعم.. إنها الإرادة.. إرادة الخير لنفسك وللآخرين، أنا أعلم أنك تحب ان تتعرف على كل ما هو جديد، وليس من العقل أن أمنعك عنه، بل ولا استطيع، فقد اصبحت تمتلك إرادة قوية.
ابني العزيز.. أنت محل ثقتي وثقة كل الخيرين في هذا البلد الآن وفي المستقبل، كلنا ننتظر منك أن تضيف للإرادة حكمة التصرف، فتتحكم الحكمة في توجيه إرادتك واختياراتك للخير والنفع، والله يا ولدي لا أحب أن أسمع عنك أنك آذيت أحداً بصور سيئة أو رسائل مزعجة للأولاد أو للبنات باستخدامك (للبلى) (روث)، هذه نعمة لا تحولها عليك نقمة، وانتبه من دعوات الصالحين فهي سهام لا تخيب.
تخيل أن أختك المراهقة (أو قريبتك) التي اشترت مثلك هذا الجوال (البلو) (توث) وواحد من أصدقائك أرسل لها رسالة فاضحة على جوالها كيف تكون مشاعرك تجاهه؟ صحيح أن صديقك ما يعرف أن الرسالة وصلت لأختك، لكنك تعرف أن هذه الرسالة صديقك متخصص في إرسالها، فبأي وجه تقابل صديقك؟ وأين غيرتك على محارمك؟
بني الحبيب: بإرادتك القوية تستطيع الآن أن تلزم نفسك بقناعة ورضا بأنك تستخدم (البلو) (توث) وغيره في الخير والنفع لك وللآخرين، وتكون قدوة لأصدقائك.
كأنني أراك تعدني (وأنت يا ابنتي) أنك لا ترسل اي رسالة بأي صورة كانت على أي جوال إلا:
1 - أن تكون محتوياتها فيها ذوق وأدب وخير ونفع وترضى الله سبحانه وتعالى ويكتب لك بها الاجر.
2 - أن ترسلها لمن تعرف للتواصل والتودد والنصح.
3 - أن تحترم خصوصيات الآخرين فلا ترسل شيئاً من غير إذنهم وموافقتهم، مثلما تريدهم أن يحترموا خصوصيتك وخصوصية قريباتك.
4 - أن تستخدم كل أنواع التقنيات المباحة بطريقة نافعة وإيجابية.
أبقاك الله لي ذخراً.. ولأمتي سنداً..
|