Friday 29th October,200411719العددالجمعة 15 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

لما هو آت لما هو آت
مجرَّد هواجس !
د. خيريَّة إبراهيم السَّقاف

حين كان على المرأة المسلمة أن تُخفت من صوتها، وأن لا تجهر به، كان ذلك نسقاً ثقافياً تعارف عليه المجتمع المسلم ضمن منظومة سلوك منبعث من {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } ... و{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ...}.
مجتمع قامت بناه الفكرية، ومن ثمَّ سلوكاته على (طبيعة التركيبة البشرية) الموَجَّهة فيه... غير أنَّ هذا في وجه، والوجه الآخر أنَّ المرأَّة هي (شقيقة) الرجل، من تحمل بيدها حلقة الإناء اليُمنى، بينما يحمل اليسرى الرجل، كلاهما مسؤولان عن هذا الإناء الذي تتكتَّل فيه (الحياة) بما فيها من أدوار مقسَّمة، لكلِّ اثنين فيما يتعلق بما يشركهما في المسؤولية: الأسرة الخاصة، والأبناء، وعلائق هذا التَّراكب، وبما فيها من أدوار مخصَّصة لكلِّ فرد فيما له وفيما هو عليه.
اليوم ، حين تُزجُّ المرأة في واجهة الصَّوت، فإنَّ أمراً ما يستدعي متابعة حركة التغيُّر التي لحقت بدولاب الحياة، لكنَّ ثمَّة (عشوائية) لحقت بحركة الأقدام في حال أنَّ الأقدام هي الرمز لكلِّ خطوةً ذهنية، فكرية، وجدانية، تتشكَّل ممثِّلةً للنُطق بما يكشف عن قناعات ذات توجُّهات لحقت بمفاهيم المرأة وبمفهوم المجتمع عن دور الصوت، وتمثيل الدُّور، وعمَّن يحمل حلقة الإناء اليُمنى أو اليسرى أو من يُلقي بالإناء لتحمله أمواج البحر الهادر الصاخب في حياة الناس.
هناك حركات موجيَّة لحقت بالمجتمعات الإنسانية على مرِّ العصور، وألحقت بالأدوار تبدُّلات تمثَّلت في متغيِّرات شاملة لكنَّها لم تمسّ الجانب الدقيق الذي يتعلق بالهويَّة الدِّينية... إلاَّ ما شذَّ ولكلِّ قاعدة شواذ .
السؤال الذي يُفترض أن يُطرح: ما مفهوم وقناعة المرأة ذات الهويَّة الإسلامية عن دورها الصوْتي، في معمعة الساحة البشرية ضمن هذا الهدير المتلاطم لموج بحر السياسة العالمية؟ وهل سوف تنجو، أم سوف تغرق، أو سوف تطفو لتجد نفسها ذات لحظة وقد تعرَّت فتطفق تبحث عن السِّتر؟!
ذلك لأنَّ الصَّوت ليس فقط يكشف عن الفكر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved