اقرأ القرآن
أحمد الخضير ( * )

في شهر رمضان المبارك يقبل كثير من الناس على كتاب الله تعالى قراءة وحفظاً وما ذاك إلا لأن رمضان موسم للخيرات، تتنوع فيه الطاعات، وينشط فيه العباد بعد سلسلة الشياطين وفتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران، رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (185) سورة البقرة، وكان جبريل عليه السلام يدارس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فالكلام عن القرآن في رمضان له مناسبته وخصوصيته لا سيما مع إقبال الناس عليه.
لكن من المؤسف حقاً أننا في بداية الشهر الكريم قد نحافظ على قراءة القرآن ثم ما نلبث أن نفتر عن القراءة حتى إذا ما انتصف رمضان فإنك ترى المساجد بعد صلاتي العصر والظهر قد تناقص عدد القارئين بنسبة كبيرة، وقراءة القرآن ليست محصورة في شهر رمضان ولا في غيره لكن في هذا الشهر الكريم لرمزية كبيرة وفضل أعظم وأكبر.
أما إذا نظرت إلى بعض فئات مجتمعنا المسلم فإن منهم من يمر عليه شهر رمضان كاملاً ولم يفتح المصحف مرة واحدة ذلك لبعدهم عن رقابة الله عز وجل ولعدم إيمانهم بفضل تلاوة القرآن وأنه بكل حرف حسنة وتضاعف إلى عشر حسنات إلى أضعاف كثيرة، أو لاستكبارهم عن الحق وغرورهم ولكن المصيبة أنهم سيندمون إن لم يتداركوا مواسم الخيرات فيتزودوا فيها من الطاعات والقرب من الله سبحانه حتى ينجوا يوم العرض الأكبر على الله.