د. إبراهيم الدوسري لـ «الجزيرة »:
واقع المسلمين في رمضان يحتاج إلى مراجعات وتصحيح

* الجزيرة - خاص:
أكد فضيلة الدكتور ابراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ بقسم القرآن الكريم وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض ان شهر رمضان المبارك فرصة للمسلمين للعودة الى كتاب الله، والتكامل فيما بينهم، واجتماع كلمتهم ورأب الصدع، ولم الشمل سواء على مستوى الأسرة الصغيرة أو أفراد المجتمع، أو الدول الاسلامية فيما بينها.
وحث فضيلته المسلمين على الابتعاد عن كل ما حرم الله، والتركيز على فعل الطاعات والإكثار من النوافل والمسنونات، مبينا ان العلة الحقيقية من الصيام هو تقوى الله، وليس تنوع المأكولات، ومتابعة القنوات الفضائية والبرامج التلفزيونية.
* لماذا شرع الصوم في هذا الشهر، وكيف ارتبط رمضان بالموائد الحافلة في أذهان المسلمين؟
- شرع الصوم في هذا الشهر من بين سائر الشهور لإنزال القرآن العظيم فيه، بل إنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه كما في الأثر، حيث أنزل الله القرآن من لدنه حملة الى بيت العزة من السماء الدنيا، وكان ذلك في شهر رمضان في ليلة القدر منه كما قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ثم نزل بعد ذلك مفرقاً بحسب الوقائع والحاجات على قلب الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
* كيف يوحد رمضان المسلمين وقتاً وعملاً وسلوكاً وتفكيراً؟
- يوحد رمضان المسلمين في زمان واحد في عمل واحد يدعو الى سلوك خير وتفكير نير في حاجات المسلمين الى أن يتكافل بعضهم مع بعض في اتخاذ هذا الشهر فرصة سانحة لاجتماع الكلمة ورأب الصدع ولم الشمل أفراداً وأسراً ومجتمعات.
* كيف ينظر أهل الديانات السماوية الى رمضان وكيف يقومون المسلمين فيه، وهل يخشون من تبعات هذه المناسبة أم أنهم لا يلقون بالاً للمسلمين؟
- الصيام من حيث الديانات الأخرى:
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فقد روي ان الصيام كان أولاً منذ زمن نوح عليه السلام وكان من كل شهر ثلاثة أيام الى أن نسخ ذلك الصيام شهر رمضان المبارك.
والحقيقة ان واقع المسلمين في هذا الشهر يحتاج الى مراجعات، فقد ارتبط في بعض أذهانهم ارتباطه بتنوع أصناف المأكولات والتنافس في المشاهد التلفزيونية والاعلامية وما أشبه ذلك بينما العلة الحقيقة من الصيام التقوى وذلك ما نوه الله به في أول آية من آيات الصيام وفي آخر آية من آياته، وذلك في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وفي قوله تعالى: {وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وفي ذلك حث على إذكاء جذوة التقوى من خلال الصيام في شهر القرآن.
* كيف يكون رمضان سبباً للإقلاع عن المحرمات وهجرها نهائياً وابتداء سيرة جديدة لمن ابتلي بها؟
- يكون الصيام سبباً للإقلاع عن المحرمات وما أشبهها من خلال تمثل العمل بروح النصوص القرآنية والنبوية، أما آيات القرآن فقد أشرنا في الجواب السابق عليها، وأما السنة النبوية فهي كثيرة ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).