تحقيق: محمد راكد العنزي - طريف:
يختلف العمل في شهر رمضان المبارك عن بقية أشهر العام للمرأة العاملة وخاصة تلك المسؤولة عن بيت وأسرة وزوج، حيث انه يعني لها أن تحاول جاهدة كل يوم الموازنة بين العمل اليومي كموظفة وعملها في البيت والمطبخ كربة منزل، فكيف تحاول معظم النساء تحقيق هذا التوازن في هذا الشهر الفضيل، وخاصة أن الدوام في شهر رمضان الحالي سيمتد إلى ثلاثة أسابيع:
- يقول في البداية (سلطان عبدالله الرويلي):
إن المرأة على وجه الخصوص تختلف كثيراً عن الرجل في كثير من الأشياء، فهي بالإضافة إلى عملها الوظيفي فإنها تعتبر كذلك أماً وربة منزل وعليها الكثير من الواجبات الأسرية العديدة التي تزداد كثيراً في شهر رمضان المبارك حيث يتيه الكثير منهن بين التوفيق بين العمل اليومي في المهنة التي ينتمين إليها سواء تعليمية أو صحية أو عمل خاص وبين عملهن المفترض منهن أن يقمن به كل يوم بعد عودتهن إلى المنزل وخاصة أن الوقت الآن في فصل الشتاء يقل كثيراً في النهار، ولذا فإنه لا يوجد لديهن المتسع من الوقت للراحة من عناء العمل، وإنما عليهن أن يواصلن أيضاً في العمل داخل أركان المطبخ لإعداد المائدة الرمضانية المتنوعة للازواج والأبناء ومما يضيف إليهن المزيد من الأعباء والمشقة.
- (أما بندر طلال الدغمي) فيشير إلى أن معظم النساء في مجتمعاتنا موظفات في القطاعات التعليمية والصحية وبعض المهن الأخرى والعمل في شهر رمضان المبارك بالنسبة للجميع يعد متعة كبيرة لكنه بالنسبة للمرأة المتزوجة والمسؤولة عن الأسرة يعتبر عملا شاقا حيث تظل الموظفة طيلة الدوام تفكر فيما ينتظرها من جهد ومشقة في المنزل وماذا تريد أن تعده من أصناف الطعام مما قد ينعكس سلباً على أدائها في عملها، والدوام الآن يستمر حتى نهاية الشهر الفضيل، كما أن الخروج من العمل يومياً سيكون متأخراً في مثل هذا الوقت الذي يصادف دخول فصل الشتاء فيصبح ليس لديها الوقت الكافي الذي يساعدها على الراحة ولو لفترة قصيرة من عناء العمل وإنما يصبح النهار بالنسبة لها عملا متواصلا ومضنيا.
- ويخالفهم الرأي (هاني مقبل الرويلي) فيقول: انه لا توجد موظفة ليس عندها خادمة تقوم مكانها في المنزل وتساعد في كثير من الأعمال المطلوبة في المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف، مما لا يبقي للمرأة العاملة عند وصولها للمنزل سوى ما هو يسير لا يذكر بعد أن تكون الخادمة قد أعدت لها كل ما تحتاجه من مشاغل، كما أن الدوام في رمضان وخاصة في هذه الأيام التي بدأ الجو فيها يعتدل في كثير من المدن والنهار قصير جدا فإنه لا توجد مشاق بالمعنى الصحيح، ولكن هناك الكثير من المبالغات من بعض الناس الكسالىالذين لا يقومون بعملهم على الوجه الصحيح في الأيام العادية فكيف في شهر رمضان المبارك؟
- أما (أم عبدالله- معلمه) فتقول هذا الكلام غير صحيح، فرمضان بالنسبة للمرأة بوجه عام يعني الوقوف طيلة فترة العصر داخل المطبخ لإعداد الوجبات الغذائية المنوعة لمائدة الإفطار وذلك بما يرضي جميع أذواق الأسرة ولكنه بالنسبة للمرأة (الموظفة) يعتبر عملا شاقا ومضنيا ويتطلب منها الموازنة اللازمة بين دوامها الصباحي في العمل الذي تتبعه وبين الدوام المسائي في المطبخ وهذا يفرض عليها أن تتجه مجرد وصولها المنزل إلى المطبخ لعدم وجود الوقت الكافي لها لإنهاء كل ما تريد عمله قبل موعد الإفطار فالخروج من العمل ومسافة الطريق التي تقطعها تجعلها تصل أحياناً إلى المنزل متأخرة من بعد صلاة العصر بحيث لا يبقى معها سوى ثلاث أو أربع ساعات قد لا تكفي لذلك، خاصة وأننا الآن في فصل شتاء والنهار قصير جداً مما يجعلها تبذل جهوداً كبيرة في كل يوم تضاف إلى جانب الجهود الكبيرة التي تبذلها في المدرسة، بينما معاشر الرجال يأتون إلى المنزل للنوم والراحة بعد عناء العمل ولا يصحو كثير منهم الى صوت اذان الأفطار بعد أن تكون المرأة قد أعدت كل شيء من الطعام ولا يبقى لها للراحة إلا بعد الانتهاء من الفطور حيث يأخذ البعض منهن قسطاً من الراحة من بعد أداء صلاة المغرب.
- أما (وفاء محمد - معلمة) فتقول إن من الصعب جداً على المرأة الموظفة أن تحقق النجاح التام بين عملها الوظيفي وعملها في المنزل وتحديدا في هذا الشهر الفضيل مما يجعلها تعتمد اعتماداً كلياً على الخادمة في مساعدتها على تجهيز وإعداد بعض الحاجات الضرورية في المطبخ وهي تقوم بعد ذلك بإكمال البقية بعد وصولها إلى المنزل وهذا شيء مفروض عليها إلزاماً كربة منزل وكمسئولة عن أسرة حتى لو كان في ذلك إرهاق ملموس بحقها، فالوقت الذي بين خروجها من العمل وصلاة المغرب قصير مما يجعلها تحاول جاهدة مسابقة الزمن لإنهاء ما عليها قبل أن يحين موعد الإفطار، كما أن أغلب الموظفات يتجهن أحياناً إلى شراء بعض الأطعمة الجاهزة من المطاعم ولا يبقى عليهن إلا تجهيز عدد بسيط من الأشياء الرئيسية.
-كما تطالب (منال- معلمة) أن تراعى ظروف المرأة العاملة خلال شهر رمضان المبارك بحيث يختصر الدوام إلى نصف الوقت فالكثير من المعلمات وبعض الطالبات متزوجات ومسئولات عن بيوت وأسر، والعمل في رمضان يعتبر لهن عمل يوم كامل، فالمرأة تقضي بداية النهار في عملها في المدرسة وبقية النهار في الوقوف في المطبخ لإعداد أصنفة مشكلة من الطعام فكيف تستطيع بعد ذلك أن توازن بين هذا وذاك فهو بصراحة إرهاق كبير على صحتها ونفسيتها، وخاصة إذا كانت وحيدة في المنزل وليس معها من يقف إلى جانبها فيكون الأمر برمته متوقفا عليها ويضعها في دائرة المسؤولية الكاملة.
وتشير إلى أن العديد من النساء العاملات اتجهن مؤخراً إلى إعداد أطعمة معدة مسبقاً قبل دخول شهر رمضان المبارك وذلك بمساعدة من قريباتهن وجاراتهن والقيام بتجميدها في الفريزرات حتى تقوم بعد وصولها المنزل بتجهيزها وطبخها بسرعة بحيث يبقى لديها الفرصة لقراءة القرآن ومتابعة حاجات الأسرة، والبعض من النساء لا يستطعن الاعتماد التام على الخادمات لأن بعض الرجال لا يثق فيهن ويحب أن يأكل فقط من يد زوجته مما يجبرها على الوقوف طيلة العصر في المطبخ لإعداد قائمة بالأطعمة التي يشتهيها وذلك رغم ما فيه من إرهاق عليها.
|