أخيرا انتهى الاكتتاب في شركة اتحاد الاتصالات وعادت الحياة إلى طبيعتها في بنوكنا المحلية التي شهدت على مدار عشرة أيام ازدحاماً منقطع النظير جراء الاكتتاب الأسطوري في شركة اتحاد الاتصالات.
وقد سبب عدم توفر أو نقص استمارات الاكتتاب لدى البنوك إلى نشوء سوق سوداء لبيعها بمبالغ وصلت إلى 200 ريال للإستمارة الواحده.
وقد أدى هذا النقص أيضاً (بحسب ما طالعتنا به الصحف المحلية) إلى تذمر المواطنين، مما حدا بالكثير من البنوك إلى الاستعانة بأفراد من الشرطة لفرض النظام وتنظيم العملية.
ربما يرجع هذا الإقبال الشديد على الاكتتاب في هذه الشركة الجديدة إلى عدة أسباب أهمها: ربما لرخص قيمة السهم (50 ريالا)، وربما لارتفاع قيمة سهم شركة الاتصالات من 170 ريال عند الاكتتاب إلى أن وصل إلى 600 ريال في التداول، والأمر الذي شجع الكثير من الناس للاستثمار في قطاع الاتصالات تمنياً منهم في أن يتكرر نفس الأمر مع الشركة الجديدة، وربما لعدم ثقة المواطنين في شركة الاتصالات السعودية (التي كانت محتكرة للسوق) في حال استمرارها بدون منافس. ورربما رغبة منهم لدعم هذه الشركة الجديدة التي من المنتظر أن تركز على ثلاثة أمور هي السعر، والخدمة، وحسن المعاملة.
الغريب في الموضوع أن هذا هو الاكتتاب الأول من نوعه الذي يتم في عهد هيئة سوق المال التي وقفت موقف المتفرج ولم تبادر إلى إيجاد حلول سريعة لحل أزمة الاستمارات.
يتساءل الكثير من الناس...لماذا لا يتم وضع نموذج استمارة الاكتتاب في الإنترنت ليتمكن الناس من تنزيلها وتعبئتها الكترونياً ومن ثم طباعتها وتسليمها إلى البنك؟ خصوصاً اننا الآن في زمن التجارة الكترونية. ولماذا لا تقوم البنوك بإرسال عدد من الاستمارات عبر البريد إلى أصحاب الحسابات البنكية قبل الاكتتاب بوقت كافٍ؟ لماذا لا يُعلن عن الموعد المحدد للاكتتاب بوقت كافٍ لكي يتسنى إلى من ليس عنده حساب أن يفتح له حساباً ولكي يودع من عندهم حسابات بنكية المبالغ المالية التي يريدون الاكتتاب بها في حساباتهم؟ لماذا لا تكون فترة الاكتتاب أطول من عشرة أيام؟
في الحقيقة أنه على قدر ما يأسف المرء لما حدث من هذا التزاحم الذي عطل مصالح الناس في البنوك وحرم الكثير ممن لم يتمكنوا من الحصول على استمارات، على قدر ما كشف هذا الاكتتباب عن بعض السلبيات التي يجب أن تتوقف عندها الجهات المعنية وعلى رأسها هيئة سوق المال ومؤسسة النقد العربي وأن تناقشها وأن تحاول إيجاد حلول لها بشكل يمنع تكرارها في المستقبل خصوصاً أنه سوف تكون هناك عدة اكتتابات في المستقبل القريب مثل بنك البلاد الذي من المزمع أن يطرح أسهمه للاكتتاب في شهر شوال القادم.
|