* نيودلهي - كابول - د ب أ:
لم يكن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي هو الفائز الوحيد في انتخابات الرئاسة التي جرت في الشهر الماضي رغم الانتهاء من فرز الأصوات رسمياً يوم الأربعاء.. بل يقف على قدم المساواة في الفوز الشعب الافغاني والمجتمع الدولي الذي مد يد العون في تنظيم العملية الانتخابية.
كما أنه بإمكان الولايات المتحدة أن تعلن هي الاخرى أنها حققت نصرا مرحليا في الحرب التي تقودها ضد (الارهاب) وذلك قبيل أيام قليلة من انتخابات الرئاسة الامريكية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء المقبل. وعلى النقيض فإن الخاسرين هم أعضاء حركة طالبان الذين لم ينجحوا في منع أو تعطيل عملية التصويت رغم تهديداتهم المستمرة قبل موعد الانتخابات التي جرت في التاسع من تشرين أول - أكتوبر الجاري. وأظهر الهجوم الاخير الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وسط كابول يوم السبت الماضي أن حركة طالبان لا تزال تحظى ببعض الدعم.. ولكن لا شك في أن قوتها تراجعت على نحو كبير بعد إجراء الانتخابات الافغانية.وقبيل إجراء الانتخابات توقّع يوسف باشتون حاكم إقليم قندهار جنوبي البلاد الذي كان ذات يوم معقلاً لحركة طالبان قائلاً: (إذا مرَّت الانتخابات دون أن تشهد هجمات كبيرة فهذا يعني أن مرحلة كبيرة من الحرب قد انتهت).
وواصل لطيف حكيمي المتحدث باسم طالبان تهديده بشن هجمات في مختلف أنحاء البلاد صباح يوم الانتخابات في الوقت الذي كان يصطف الناخبون أمام مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة للادلاء بأصواتهم. وفي نهاية المطاف شهدت البلاد بعض الهجمات القليلة ولكنها لم تشهد حماما من الدم بل جرت الانتخابات كما خطط لها.
كما لم ينجح معارضو الحكومة في عرقلة عملية نقل صناديق الاقتراع أو الهجوم على المراكز التي جرى بها فرز الاصوات.
وعلق الجنرال الامريكي ديفيد بارنو قائد القوات الامريكية في أفغانستان عقب الانتخابات بالقول إن الحرب لم تنته بعد ولكن الشعب الأفغاني انتصر في معركة كبرى.. وأضاف أنه على النقيض فقد لحقت هزيمة نكراء بحركة طالبان وتنظيم القاعدة. ويكمن السبب الرئيسي في هزيمة المعارضة المسلحة في وجود قوات دولية في البلاد للحفاظ على النظام.
وكانت واشنطن عززت من تواجدها العسكري هناك ليصل عدد قواتها إلى 18.500 جندي في وقت سابق من هذا العام كما جرى تكليف 9.500 جندي من قوات المساعدة الامنية الدولية (إيساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي (ناتو) بتأمين الانتخابات.
وفي ذات الوقت اكتسبت قوات الجيش والشرطة الافغانية الثقة مع إحباط العديد من الهجمات قبل وأثناء الانتخابات حيث ارتفع كم البلاغات التي يقدمها الشعب الأفغاني لقوات الأمن عن الهجمات المخطط تنفيذها.
إنه الشعب الأفغاني الذي وجه أقوى ضربة لطالبان التي كانت تحكم البلاد من قبل بقبضة من حديد حتى أواخر عام 2001.
وسجل أكثر من 10.5 ملايين شخص أسماءهم للتصويت في الانتخابات وهو رقم يفوق المؤشرات الأولية لإجمالي الاصوات التي يحق لها الانتخاب.
ورغم قلة المشاركة في الاقاليم الواقعة جنوبي وشرقي البلاد والاقبال الضعيف وخاصة من جانب النساء إلا أن أكثر من ثمانية ملايين شخص أدلوا بأصواتهم في نهاية المطاف غير عابئين بجميع التهديدات التي أطلقتها طالبان بشأن هجمات في مختلف أنحاء البلاد.
إلا أن الخبراء يقولون إن أفغانستان لا تزال تقبع بعيدا عن هدفها بإحلال الديمقراطية والاستقرار ولا ينبغي أن يتخذ تحقيق النصر في هذه المرحلة ذريعة للحد من التواجد الأجنبي في البلاد. ويطالب المحللون بزيادة القوات الأجنبية في الفترة التي تسبق إجراء الانتخابات البرلمانية في نيسان - إبريل المقبل التي يقولون إنها ستكون أشد صعوبة في إجراءات تأمينها مقارنة بانتخابات الرئاسة.. وتعهدت حركة طالبان بالفعل بمواصلة عملياتها في أفغانستان.
كما لم ينزع بعد السلاح من بعض الميليشيات الخاصة مما يشكل تهديدا كبيرا على مستقبل الديمقراطية في البلاد.
|