Friday 29th October,200411719العددالجمعة 15 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

سلطة المياه الفلسطينية: المصانع الإسرائيلية تدمر البيئة سلطة المياه الفلسطينية: المصانع الإسرائيلية تدمر البيئة
المستوطنون في قطاع غزة هم المصدر الرئيس لتلوث مياه البحر المتوسط

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
يواصل المستوطنون اليهود عبثهم بمصادر الحياة في الأراضي العربية المحتلة، لم يكتف هؤلاء الأوباش بالسيطرة على المناطق الغنية بمصادر المياه في فلسطين، بل واصلوا تلويث البيئة الفلسطينية، لدرجة أن مياه الشرب في قطاع غزة، أصبحت لا تصلح حتى لسقاية الحيوانات والنباتات.
سلطة المياه الفلسطينية حذرت من تأثير المياه العادمة للمستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والتي تضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه العادمة في الأودية الفلسطينية.
وأكدت سلطة المياه في تقرير تلقى مكتب (الجزيرة) نسخة منه: أن نسبة تلوث المياه في قطاع غزة آخذة بالتزايد، إذ تزيد نسبة الكلورايد في المياه عن 500 ملغ في اللتر، في أكثر من 90 في المائة من المياه، لتبلغ بذلك ضعف المعدل المسموح به دولياً، والبالغ 250 ملغ في اللتر.
وبحسب التقرير فإن كمية المياه العادمة، التي تضخها المستوطنات اليهودية، التي يقطنها حوالي 400.000 مستوطن في الضفة الغربية، بلغت حوالي 40 مليون متر مكعب سنوياً، في حين أن كمية ما ينتجه الفلسطينيون في الضفة الغربية 33.72 مليون متر مكعب، مشيراً إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية بلغ 2.3 مليون نسمة، ما يعني أن كمية المياه التي ينتجها المستوطنون تفوق كثيراً ما ينتجه السكان الفلسطينيون.
وجاء في تقرير سلطة المياه الفلسطينية أن 90 في المائة من مساكن المستوطنات اليهودية، متصلة بشبكات الصرف الصحي، إلا أن نسبة ما يعالج منها لا تتجاوز 10 في المائة من كمية المياه المنتجة، أما المياه العادمة للمستوطنات فتصب في الأودية الفلسطينية، وفي حوض نهر الأردن، بل تتجاوز ذلك إلى الأراضي الزراعية الفلسطينية، كما هو الحال في منطقة وادي قانا، ومنطقة شمال شرق مدينة الخليل.
وبيَّن التقرير أن المياه العادمة توجه إلى المناطق الرملية، أو تحمل في حاويات، وتضخ في الأودية، أو إلى مياه البحر المتوسط، كما تتسرب كميات كبيرة إلى باطن الأرض، لتختلط بمياه الخزان الجوفي، مما يهدد بآثار صحية خطيرة، نتيجة تلوث المياه الجوفية والسطحية، بسبب زيادة نسبة الأملاح، وتزايد نسبة النترات، مما يجعل المياه غير صالحة للاستخدام المنزلي، وحتى غير صالحة للاستخدام الزراعي، كما هو الحال في مياه نهر الأردن.
هذا وحذرت سلطة المياه، مما يقوم به المستوطنون من إلقاء للنفايات الصلبة في الأراضي الفلسطينية، لكونها تتسبب في تلويث مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والتربة والمياه الجوفية، نتيجة عملية رشح السوائل الناتجة عن هذه النفايات إلى الخزان الجوفي، خلال موسم الأمطار.
وأوضح تقرير سلطة المياه الفلسطينية أن المصدر الرئيس لتلوث مياه البحر المتوسط، هم المستوطنون في قطاع غزة، إذ يتخلص هؤلاء مما يعادل 20 في المائة من كمية المياه العادمة غير المعالجة، أو ما يعادل 50000 متر مكعب يومياً، مما يلحق أضراراً جسيمة بالأحياء المائية.
وترافق المياه العادمة إلقاء النفايات الصلبة الملقاة على الشواطئ، مما يخلق الكثير من المشكلات البيئية.
وبيَّن تقرير سلطة المياه، أثر المصانع الإسرائيلية، التي تزايد عددها في المستوطنات اليهودية، بعد نقلها من فلسطين المحتلة عام 1948، (إسرائيل) والتي وصل عددها إلى حوالي 200 مصنع لمختلف الصناعات الكيماوية، في تدمير البيئة الفلسطينية، لما تنتجه من مواد سامة مثل الكروسيوم، والرصاص، والزنك، والألمنيوم، مشيراً إلى أن مصنع مستوطنة (حومش)للبطاريات، والمقام في مدينة جنين، يستخدم الكادوميوم السام، الذي يتسبب اختلاطه بالماء في أضرار للأرض والزراعة معاً.
وكذلك فإن مستوطنة (برقان اليهودية) تحتوي على ثلاثة مصانع ألمنيوم، وهي أكبر منطقة صناعية إسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يتم دفن مخلفات المصانع في الأراضي الزراعية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قُدمت شكوى من رئيس مجلس إقليمي في جنوب فلسطين، ضد مدير لواء الجنوب في وزارة جودة البيئة الإسرائيلية، في قضية تقاعسه في قضية علاج المصانع الكيماوية في منطقة رمات حوفاف الإسرائيلية.
وقال مقدم الشكوى: إن مدير لواء الجنوب في وزارة جودة البيئة الإسرائيلية تقاعس كثيرًا في قضية علاجه للمواد الكيماوية السامة في رمات حوفاف، وفي علاج المواد الكيماوية الصادرة عن هذه المصانع والتي أثبت الاستطلاع الصحي لوزارة الصحة إنها تشكل خطرًا على حياة السكان وتمس بصحتهم.
واستعان مقدم الشكوى ويدعى (ريفمان) بتقرير مراقب إسرائيل (54ب)، حول وجود تقصير مستمر يمس حياة نحو 300 ألف مواطن عربي ويهودي في المنطقة الواقعة جنوب فلسطين التاريخية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved