* خان يونس- بلال أبو دقة:
مواصلة لارتكاب جرائم الحرب التي تقترفها دولة الإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، قصفت قوات الاحتلال الصهيوني فجر يوم الثلاثاء، بقذائف الدبابات عمارة سكنية في الحي النمساوي غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وبحسب مصادرنا: فإن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفة مدفعية باتجاه عمارة سكنية في أحد أبراج الحي النمساوي، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية واسعة بالمكان، ولم نبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين..
وكانت طائرة استطلاع إسرائيلية، قد قصفت في ساعة مبكرة من فجر يوم الثلاثاء، بصاروخ على الأقل تجمعاً للمواطنين في منطقة أبو ستة، غرب مدينة خان يونس، ولكن بمشيئة الله لم ينفجر الصاروخ..
وكانت تلك الطائرات، قصفت مجموعة من المواطنين بجوار مستشفى ناصر في خان يونس، ما أدى إلى استشهاد شاب فلسطيني وإصابة ثلاثة مواطنين بجراح خطرة..
فيما قصفت طائرة استطلاع أخرى تجمعا للمواطنين قرب مسجد حمزة في مخيم خان يونس الغربي، أدى إلى جرح عدد من المواطنين الآمنين.
وكان الشاب الفلسطيني، محمود المناعمة (22 عاماً)، قد استشهد نتيجة لاستهداف تجمع للمواطنين الفلسطينيين في مخيم خان يونس بالصواريخ، حيث تحول جسده إلى أشلاء متفحمة.
وباستشهاد الشاب، المناعمة، يرتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني على مدينة خان يونس إلى سبعة عشر شهيداً.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد ارتكبت في مدينة خان يونس ومخيماتها، مجزرة تقشعر لها الأبدان، سقط على خلالها، سبعة عشر فلسطينيا، خلال يوم الاثنين الدامي، 11 رمضان 1425 هـ، الموافق 25- 10- 2004، وأصيب قرابة السبعين آخرين بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة، نسبة كبيرة منهم من الأطفال..
وتعرض هنا الجزيرة، أسماء الشهداء الستة عشر، وهم: محمود المناعمة 22 عاماً، هيثم النبريص 22عاماً، الفتى سعيد النجار 17 عاماً، الفتى خضر أبو سلطان 15 عاما، سامي جودت بربخ 22 عاما، حسين حسن أبو ناموس 25 عاماً، اياد أبو لحية 35 عاما، إبراهيم صابر القدرة 18 عاماً، الطفل هشام عاشور 11 عاماً، محمود محمد البشيتي 19 عاماً، أحمد موسى البيوك 36 عاماً، أمين عطا الجبور 23 عاماً، حسام البريم 24 عاماً، محمد فوزي زعرب 25 عاماً، سليمان برهم زعرب 23 عاماً، عبد الرحمن أبو النمر 24 عاماً، وسامي نصر الله زعرب 25عاماً .
وكان الشقيقان زياد أبو مصطفى 28 عاما، وعمر أبو مصطفى 18 عاما استشهدا في ساعة مبكرة من فجر يوم الأحد، الموافق 24-10-2004م..
جيش شارون احتل مقبرة الشهداء بالكامل، مانعاً مواراة جثامين الشهداء
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني، قد احتلت مقبرة الشهداء في مدينة خان يونس بالكامل، مانعة أهالي المدينة من مواراة جثامين 14 شهيدا الثرى، وبحسب مصادر الجزيرة: فإن قوات الإرهاب الصهيوني منعت بعد ظهر يوم الاثنين دفن جثامين 12 شهيداً من ضحايا المجزرة الإسرائيلية المتواصلة غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقد احتلت القوات المعتدية المقبرة بالكامل، المتواجدة بجوار الحي النمساوي، غرب المدينة واعتدت على حرمة المقبرة وجرفت بعض القبور، مما حال دون دفن الجثامين المسجاة في مسجد مشفى ناصر بالمدينة.
استخدام مختلف الأسلحة المحرمة دولياً
وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة، أكد الدكتور جواد الطيبي، وزير الصحة الفلسطيني وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة وحشية وباستخدام مختلف الأسلحة المحرمة دوليا، في منطقتي الحي النمساوي وبطن السمين، غرب مدينة خان يونس، مؤكدا على استهداف القوات الصهيونية بالقذائف وإطلاق النار الثقيل لتجمع الأهالي، ما أدى إلى إصابة 27 طفلا، بينهم 16 طفلاً من طلاب المدارس، أصيبوا عندما أطلقت قوات الاحتلال قذيفة دبابة نحو تجمع للطلاب. وأكد وزير الصحة الفلسطيني ل(الجزيرة): أن نسبة 92 % من الشهداء، و60% من الجرحى، كانوا ضحايا شظايا القذائف والصواريخ، التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المواطنين، وأن نسبة الشهداء الذين تعرضوا لعدة إصابات في مختلف أنحاء الجسم، بلغت 57% من إجمالي الشهداء، بينما بلغت نسبة الجرحى الذين أصيبوا في مختلف أنحاء الجسم 18%..
موضحا أن معظم الإصابات تركزت في الجزء الأعلى من الجسم، خاصة الرأس والرقبة والقلب، مما يؤكد على نية سلطات الاحتلال قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين..
تدمير المنازل وتجريف الأراضي الزراعية
هذا وقد أسفر العدوان الصهيوني البربري المتصاعد على منطقة بطن السمين في خان يونس، عن تدمير 15 منزلاً وأراضٍ زراعية. وبحسب مصادرنا فإن أكثر من 30 دبابة، اقتحمت منطقة بطن السمين وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي، في الوقت الذي قامت فيه جرافات الاحتلال بتدمير أكثر من 15 منزلاً، وعدد من الدفيئات الزراعية، إضافة إلى بئر للمياه، ومساحات من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة.
أين الضمير العالمي والدول الحرة ؟
هذا وأكدت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية على ضرورة تدخل الضمير العالمي والدول الحرة لإجبار إسرائيل على التوقف عن قتل الأطفال وتشريد الأسر وهدم البيوت.
ونددت الوزارة في بيان، تلقت الجزيرة نسخة منه: بمواصلة قوات الاحتلال لعملياتها الإجرامية بمسميات مختلفة، وأشارت إلى أن مذبحة خان يونس المتواصلة ما هي إلا حلقة في هذا المسلسل الإجرامي، والتي تتزامن مع محاولة رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون الحصول على الأغلبية المطلوبة في الكنيست لتمرير خطة الانسحاب أحادي الجانب من غزة. وخاطبت الوزارة الفلسطينية ضمير العالم، واستصرخت الدول الحرة، التي تريد أن تقود العالم إلى الحرية والديمقراطية والسلام، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أن تلتزم بمبادئها تجاه قضايا السلام والحرية، وأن تجبر إسرائيل على أن تلتزم بهذه المبادئ، وأن تتوقف عن قتل الأطفال وتشريد الأسر وهدم البيوت، وأن تلتزم بخطة خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية واللجنة الرباعية.
وناشدت الوزارة في بيانها الدول والشعوب العربية، أن ترفض هذا السلوك الإسرائيلي، والمتمثل في القتل اليومي لأبناء شعبنا وتهديد المقدسات ومصادرة الأراضي والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري..
|