* ضرماء / محمد المدبل:
من الأمور التي انتشرت في أوساط الشباب ما يعرف بالاستراحات التي تكثر فيها الاجتماعات سواء شهرية أو في عطلة نهاية الأسبوع، وذلك من أجل الترويح عن النفس وتغيير روتين العمل والمنزل، ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة بعض التجمعات الشبابية اليومية التي يقوم من خلالها مجموعة من الشباب باستئجار شقة أو منزل شعبي أو غرفة لمدة سنة كاملة بسعر رمزي للتجمع فيها والسهر حتى ساعات متأخرة من الليل ويعلم الجميع أن هذه الظاهرة لها آثارها السلبية.فهذه التجمعات أصبحت منتشرة في المدن والمحافظات، ونحن هنا لا ندعو إلى إلغائها وكبت طاقات الشباب ومقدراتهم، ولكن ندعو إلى ضبطها وتنظيمها، وبهذا المعنى يحدثنا عدد من المسؤولين بالمحافظة عن هذه الظاهرة.
****
ضوابط شرعية
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنيابة بمحافظة ضرماء محمد بن زويد الغويري يقول: (عندما نتطلع إلى الواقع الذي يعيشه كثير من الشباب نجد أن هناك جملة من الاهتمامات التي لاقت رواجا كبيرا لدى مجموعات منهم فأخذ البعض يصب إليها جل اهتمامه متجاهلاً أو متناسيا الأبعاد السلبية التي قد تنعكس على سلوكياته، ولو نظرنا إلى واقع هؤلاء الشباب نجده بكل صراحة يعاني من الفراغ والإهمال بحيث يقضي أوقاتا طويلة بأمور تجعله إنسانا هامشيا ليس لديه نظرة نحو الواقع، وهذا الفراغ حدا بكثير من الشباب إلى التجمعات التي تعد في نظر الغالب مشينة وغير مقبولة إذا خلت من الضوابط الشرعية، وانعدمت فيها السلوكيات الحسنة، وللأسف أن تلك التجمعات أصبح لها إفرازات ظهرت في سلوكيات بعض الشباب، وفي أفكارهم ومعتقدات البعض منهم، ولو وقفنا على جدول أعمال تلك التجمعات التي تكمن في هدر الأوقات التي سيسأل عنها المرء يوم القيامة وإضاعة للصلوات، شرب الدخان والشيشة، ولعب الورق، مشاهدة القنوات الفضائية.. الغيبة، النميمة.. الخ، وفي نظري أن هذه مدرسة، ولكن بطابعها الخاص ومناهجها المفتوحة التي يتخرج منها الشباب وهم في رضا عن أنفسهم واقتناع بعملهم وما وصلوا إليه من تغير في السلوك والعادات، ولكن لابد أن نتساءل لماذا يركن هؤلاء الشباب إلى هذه التجمعات؟ لماذا يغلب على تلك التجمعات السلوكيات السيئة؟ لماذا يتجاهل المجتمع وبعض الآباء هذه السلوكيات من الأبناء؟ لماذا يتم تهميش دور الشباب بالرغم أنه في المقابل يمكن الاستفادة منه وبشكل فاعل؟ إن انتشار هذا الظاهرة وازديادها أتى بعد غياب الرقيب (الأب) الذي له دور في تقويم سلوك ابنه والسعي في تربيته وتعريفه بالدور المناط به في المجتمع والاستمرار في ذلك، حتى يصل إلى حد يشعر الشاب بأنه ذو مكانة وأهمية في مجتمه فتزداد قيمته في نفسه، ويحاول ألا تخدش هذه المكانة ليصبح في أفضل صورة تدعوه للعمل الجاد، وفي اعتقادي أرى أن مساهمة الأندية والجمعيات الخيرية والمراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في احتواء هؤلاء الشباب وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة بديل مناسب لتلك التجمعات إذا توافرت فيها الضوابط الشرعية، ويأتي دور المجتمع ورجال الحسبة في مشاركة أولياء الأمور بالتوجيه السليم والنصح والمتابعة للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها، وأخيراً نصيحتي لكل شاب أن يوظف علمه وثقافته في خدمة نفسه وأن يحترم عقله وقدراته التي وهبها الله له فلا يزج بها في بحر الأوهام والسعي وراء كل رخيص.
ضوابط وبدائل
رئيس نادي البطين عبدالمحسن بن يوسف النافع يرى أن هذه التجمعات التي ربما تؤثر على سلوكيات الشاب وأفكاره، كما أن هذه الاستراحات والتجمعات قد يكون فيها إساءة بعضهم لبعض وتأثير على العادات والتقاليد، فالأولى أن يترك الشاب هذه التجمعات، وأن يلتزم مع والديه أو مع رفقة تدله على فعل الخير وتوجهه إلى الأعمال الصالحة التي تنفعه في الدنيا والآخرة، وأرى أن تجمعات الشباب في الاستراحات وغيرها لابد أن يكون لها العديد من الضوابط فلا تؤجر إلا على المشهود لهم بالاعتدال، ويعرف من يرتادها، وللشباب بدائل عن هذه الاستراحات مثل الاندية الرياضية، وما تشتمل عليه من أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية وتوفر الملاعب والصالات المناسبة، ويشرف عليها شباب عرف عنهم التفاني في العمل والنزاهة والخلق السليم، وفي البدائل أيضا المراكز الصيفية ومراكز الأحياء، وكذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومكاتب الدعوة والإرشاد التي تبذل جهدا مباركا في التوجيه السليم لكل شاب، أما المواطن محمد بن سعود المدبل فيؤكد إن أمر الشباب ومستقبلهم أمر يهم كل واحد منا، فالآباء لهم دور كبير تجاه الأبناء.. والمسؤولون لهم واجب المراقبة والتوجيه ودراسة أحوال الشباب وتهيئة ما يحتاجه الشباب، فالملاحظ أن التجمعات في الاستراحات أو الحدائق وغيرها لا يجني منها المجتمع إلا ضياع الأوقات وهدر الطاقات، والجهود لهذه الفئة الغالية من خلال السهر بالليل والنوم بالنهار في الإجازات، فالشباب هم أمانة في أعناق الجميع ونحن نرى أن المراكز الصيفية تستقطب أعدادا قليلة من شباب المدارس والجامعات والمعاهد، فأرجو أن تبدأ وزارة التربية والتعليم برسم خطط وبرامج بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب والإدارات الحكومية والهيئات والشركات وتكون هذه البرامج موجهة للشباب لشغل أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم وأمتهم بالنفع والفائدة وعلى الشباب التفاعل مع هذه البرامج واستغلال أوقاتهم في برامج تعليم الحاسب الآلي أو اللغة الانجليزية، وغيرها ويبقى دور المؤسسات والشركات بتخفيض الرسوم لتشجيع الشباب للتسجيل في هذه البرامج، كما أن تنظيم الرحلات الجماعية إلى المناطق السياحية تحتاج إلى تكثيفها وتفعيلها وتشجيع الشباب على المشاركة فيها، وفي أنشطتها حتى يكتسب الشاب صفة الاعتماد على النفس والقيادة والإشراف الفعال، لذا فإن الشباب هم رجال المستقبل يجب أن نغرس فيهم حب الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي بمتابعتهم واستغلال طاقاتهم وجهودهم الاستغلال السليم.
امنعوا صغار السن
أما المواطن سعود راشد آل مغيرة فيرى أن تجمعات الشباب لها أثر سلبي عليهم، وعلى من يختلطون بهم من خلال نقل الأفكار والأفعال التي لها الأثر على سلوك الشباب بعيدا عن الرقيب والأسرة والمدرسة، لذا فإنه لابد لهذه الاستراحات والتجمعات من ضوابط تنحصر في أن يتم ضبط المؤجر أولا بحيث تقسم الاستراحة إلى تأجير عائلي أو تأجير أفراد، وتحدد مواقع تلك الاستراحات من لجان مختصة مع وضع شروط من البلدية، ولابد أن يكون هناك تراخيص للاستراحات والأماكن المخصصة للتأجير، وأن يلزم المستأجر بتوقيع إقرار مع العقد بألا يمارس في الاستراحة أي سلوكيات شاذة أو أفكار سيئة تخل بأمن الوطن، كما يجب ألا تكون أماكن تأجير الشباب سواء الغرف أو الاستراحات مفتوحة، أما طلاب المدارس فأرى شغلهم في الإجازة بافتتاح المراكز الصيفية وتفعيل أنشطتها، وكذلك افتتاح دورات صيفية مهنية وتربوية ويصرف للطالب مكافأة تشجيعية في هذه الدورات، ويضيف المواطن ناصر بن محمد الحميد فيقول: (إن هذه التجمعات لها أثر كبير على سلوك الشباب لأن غالبيتها عبارة عن لهو ومشاهدة قنوات فضائية تبث ما يخل بالعقيدة، ويؤثر على السلوك والفكر، كما ان الشباب يستغلون هذه الاستراحات للسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، فنرجو من المسؤولين وضع ضوابط لهذه الاستراحات والتجمعات حيث نرى مجموعة من الشباب يستأجرون المكان سنة كاملة، فلابد أن يكون هناك عقود للإيجار واسم المستأجر، ومن معه، كما يجب ألا تؤجر لصغار السن، وألا تكون داخل الأحياء السكنية ولتعويض الشباب عن هذه التجمعات يجب تفعيل دور الأندية الرياضية، وأن تفتح أبوابها خلال الإجازة الصيفية إلى الساعة الثانية عشرة ليلا بحيث توفر فيها الأنشطة الثقافية والألعاب، كما يجب تكثيف دورات الحاسب الآلي والدورات المهنية.
آراء شبابية
تجمعاتهم إيجابية فيها من التواد والتعارف والتعاون، وهي تحفظهم من التسكع في الشوارع وعلى الأرصفة، وفي الأسواق فيقول الشاب ماجد عبود العصيمي إنني أؤيد تجمع الشباب مع بعضهم لقضاء الأوقات ومشاهدة المباريات، ولا أظن أن في ذلك إزعاجا ومضايقة لأحد، فاجتماع الشباب في العزب والاستراحات أفضل من تسكعهم في الشوارع ومضايقة العوائل والنساء في الاسواق، وهذه الاجتماعات ليس لها اي آثار على سلوكيات الشباب لأن كل تجمع يكون من شباب تم اختيارهم بدقة من ناحية خلقه وتعامله، وليست جميع التجمعات بهذه القاعدة، بل إن هناك تجمعات سلبية من حيث كيفية قضاء الوقت او سلوكيات الافراد، لذا فإن من أهم الضوابط لهذ التجمعات شرط اساسي من المفترض أن يؤخذ في الاعتبار عند التأجير بحيث لا تؤجر الشقة أو الغرفة أو الاستراحة إلا للموظفين، لأن تأجير الطلاب او العاطلين عن العمل وخاصة من هم في سن المراهقة له آثار سلبية، فهناك مجموعات من الطلاب يهربون من مدارسهم ويذهبون إلى الاستراحة بدون علم أولياء امورهم، كما يجب على أئمة المساجد القريبة من هذه التجمعات التواصل مع الشباب وحثهم على أداء الصلاة مع الجماعة، اما بالنسبة للبدائل فإن توفرها طول العام صعب حث نجد المهرجانات في الإجازة الصيفية، أما عند بدء الدراسة تتوقف تلك المهرجانات واللقاءات فأين يقضي الشاب وقته طوال أيام العام الدراسي؟ أترك للمسئولين الإجابة عن ذلك.
أما الشاب نايف القباني فيقول: (إننا نستغل هذه الأماكن لنقضي فيها الأوقات للتواصل فيما بيننا وتبادل الموضوعات والمصالح والأفكار بعيدا عن روتين المنزل، ونقضي معظم الأوقات بمتابعة أخبار العالم عبر القنوات الفضائية وكذلك الاطلاع على الصحف اليومية، ومتابعة القنوات الرياضية، وأرى أن هذه التجمعات مناسبة جدا تحفظ الشاب من الدوران في الشوارع والتفحيط ومضايقة الناس في الأسواق والذهاب إلى المقاهي التي قد يتعرف فيها على أشخاص سلوكياتهم منحرفة وافكارهم ضالة.
أما الشاب سعد ناصر المهيني فيقول: إن هذه التجمعات مناسبة جدا للشباب حيث إن شباب المجموعة نرى في سلوكهم الأدب والخلق الحسن -ولله الحمد- بعيدا عن بذاءة اللسان وسوء السلوك، ونحن نقضي الوقت بما يفيد بعيدا عن مضايقة الناس من خلال التسكع في الشوارع، وكذلك عدم إحراج الزملاء عند تكرار الزيارة في المنزل لمشاهدة المباريات أو غيرها فنحن في هذا الاجتماع نشاهد المباريات والأفلام الهادفة والمفيدة، وكذلك متابعة برامج القناة الرياضية السعودية حيث تبث برامج جيدة.
|