لا أظن أن قضية شغلت مكتب التوجيه النسوي بالخرج منذ سنوات عديدة كمشكلة الانتداب بل وأقلقت إدارة تعليمه بالمزيد من المعاملات والتحقيقات وحتى هدر الأوقات!!
وليس من المعقول أن تكون هذه القضية مقدمة على قضايا أهم وأيضاً ليس من الحكمة ألا يتم وضع استراتيجية معينة قبل بدء العام الدراسي وخطة مستفادة من الأوضاع المأساوية في السنوات السابقة تكفل حلولاً فورية لمواجهة أي طارئ أو عجز مع حسن التنسيق بين المدارس وحاجاتها حتى قبل توزيع المعلمات والإداريات والوقوف على احتياج كل مدرسة وإبلاغ المسؤولين بالعجز والنقص ليسارعوا إلى إيجاد الحلول وتفهم الوضع بدلاً من الدوران في حلقة الانتداب المفرغة والتي يروح ضحيتها الكثير من المعلمات والإداريات وتنهك القوى وتستأثر بأوقات على حساب قضايا أهم وبالتالي ينعكس سلباً على العملية التعليمية برمتها.
من المفترض وضع معايير وضوابط واضحة للجميع يتم من خلالها اختيار المنتدبات بعدل ومساواة بين الجميع تماماً كما انتهج ذلك مكتب توجيه البنين بالخرج حين اجتمعت لجنة من خيرة الموجهين وأقروا معايير وأسس اختيار المعلم أو الإداري المنتدب بحيث تتحقق المساواة وبحيث يتقبل المعني بالانتداب برحابة صدر دون شعور بالظلم، لكن الاختيار العشوائي واستغلال ضعف المرأة ليس من العدل في شيء!!
وهكذا تصبح القضية شائكة مرة أخرى فحتى تحل مشكلة مدرّسة مثلاً تنتج مشكلة أخرى جراء هذا الحل!!!
والحقيقة أن طريقة الموجهات في التعامل مع المعنيات بالانتداب لا ترتقي إلى الأسلوب الأمثل في هكذا أمور، فالمفترض إعلام المنتدبة بخبر انتدابها ليتم بحث ظروفها التي هي بدورها قد تجبرها على رفض هذا التنفيذ ومن ثم الدخول في دوامة التهديد والمساءلة وكأن الموجهة ولية نعمتها!!
كأن هذه المعلمة أو الإدارية ليست عنصراً فاعلاً في العملية التعليمية.. يفترض تهيئة السبل لها لتعطي وتنتج وتحترم على أقل تقدير!! لا أن تفاجأ وتؤمر كطفلة بتنفيذ الأمر الكريم!!
أمامي قضية من بين القضايا المشابهة (تحتفظ الجزيرة بالأسماء جميعها) والحقيقة أنني كنت متابعة لهذه القضية ولم يقل لي أحد!!!
إحدى الإداريات قاربت سنوات خدمتها على الربع قرن وبدلاً من تكريمها وتمييزها لتميزها بشهادتهن، تفاجأ بخطاب الندب لإحدى المدارس دون أخذ رأيها ومعرفة ظروفها!!!
المؤلم أن مديرة مدرستها على وشك التقاعد وبالتالي ستعاني مدرستها من النقص وتحتاج إلى انتداب لو نفذت أمرهم!!
فعلى أي أساس تم اختيار هذه الإدارية بالذات من بين خلق الله؟!!
فإن كانت حجتهم أن مدرستها بها مساعدة غيرها أقول إنه يمكنني أن أعطي لكم عشر مدارس بها أكثر من مساعدة فلم هي بالذات؟!!
بل إن إحدى المدارس الصغيرة جداً وعدد طالباتها محدود، بها عشر إداريات!! أليس في هذا سوء اختيار وتوزيع؟
والسؤال الذي يجتاح كل تلك التساؤلات...
أين أنتم من تلك المدرسة التي تحاولون الندب لها قبل أن تستفحل مشكلتها بتقاعد المديرة والمساعدة في نفس الوقت ؟؟
ألم تعلموا قبل وقت كاف خبر تقاعدهن ؟؟
ألم تطالبوا ببيان من المشارفات على التقاعد ليتم البحث عن حل والرفع للمسؤولين بذلك قبل وقت كاف؟؟.
أتمنى من المسؤولين النظر والتدخل العاجل في هذه القضايا التي ترهق منسوبات التعليم ووضع الضوابط لهن وحدود مسؤوليتهن وتحقيق مبدأ العدل بين الجميع وفق ضوابط معينة والأهم الثبات في اتخاذ القرارات!!!
| 
"الرأي"