مرحباً شهر الرحمة والغفران، شهر النور والقرآن، شهر الإسلام والمسلمين، أهلا بك، وبإطلالتك البهية التي طالما انتظرها كل مسلم ومسلمة في شتى بقاع المعمورة، أهلا بك وبقدومك الغالي على كل قلب ينبض بحب الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم-، أهلا بك شهر الخير والخيرات، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر العفو والتسامح، شهر الصفح والتواصل، شهر التكفير عن الذنوب، وتأنيب الضمير والقلوب، اهلا بك وبثوابتك ودقائقك وساعاتك وأيامك ولياليك ذات الطابع الايماني المميز، قدمت يا رمضان وتلك الحشود الغفيرة من المسلمين تنتظرك ببالغ الانتظار، تنظر طلة هلالك المنير، تنتظرك على قدر كبير من الشوق، تنتظر أجواءك المختلفة عن سائر الأشهر، تنتظر تذكيرك وتنبيهك لعقولنا وأذهاننا بما يعيشه إخوتنا الذين طالما كابدوا مشقات الجوع والعطش، تنتظر تهذيبك للنفس بالصيام عن الملذات، تنتظر فرصك العظيمة لتلك الأنفس المسكينة التي طالما أنهكت حالها في الذنوب والمعاصي، وتلك الجوارح التي طالما اشتغلت بالأخطاء والذنوب، نعم فرصك العظيمة التي من أقبل عليها باغياً الظفر بها وأعد نفسه لذلك فبإذن الله سيغتنمها ويظفر بها.
فهنيئاً لجميع المسلمين قدوم شهر رمضان المبارك، وهنيئاً لمن بلغه الرحمن صيامه وقيامه، وهنيئاً لمن قام إيماناً واحتسابا، وهنيئاً لم تقرب من الله وراجع نفسه، وهنيئاً لمن صفح وعفا فيه، وهنيئاً لمن تصدق وعمل الخيرات فيه، وهنيئاً لمن جعله انطلاقة لتوبته النصوح.
والله نسأل أن يعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا، وأن يجعلنا ممن نالوا مغفرة ربهم ورحمته وعتقه من النيران.
|