* الرياض - محمد العوفي:
كشف رئيس مجلس إدارة البنك السعودي الفرنسي إبراهيم الطوق الأسباب التي أدت إلى الصعود القوي خلال اليومين الماضيين بأن ذلك يعود لعدة عوامل.
وقال الطوق في تصريح للجزيرة إن السبب الرئيس يعود إلى الاقبال الشديد من قبل قطاع كبير من المواطنين على دخول سوق الأسهم مشيراً إلى أن أكبر دليل على ما يحدث هو عدد طالبي المساهمة في شركات اتحاد الاتصالات والذي بلغ ثلاثة ملايين مساهم.
وأضاف الطوق في معرض حديثه أن ذلك يعطي انطباعاً أن اعداداً كبيرة من المواطنين يدخلون إلى سوق الاسهم، إضافة إلى قوة الاقتصاد السعودي في السنوات الأخيرة بسبب الارتفاع الكبير في اسعار البترول وكذلك سياسة الدولة في ترشيد الانفاق مع السيولة الكبيرة الموجودة لدى القطاع الخاص.
وأشار الطوق إلى أن سياسة استئثار المالكين أو المؤسسين بنصيب كبير من عدد الشركات المطروحة للاكتتاب ما نسبته (80%) وترك الباقي للمواطنين سياسة خاطئة، بل يجب تخصيص نسبة اكبر لاكتتاب المواطنين أكبر مما هو حاصل الآن والمفروض أن تكون النسبة العكس أو على الأقل تكون النسبة (55%) للمؤسسين كي يكون لهم حق الإدارة كمؤسسين و(45%) للمواطنين.
وأبدى رئيس مجلس الإدارة تحفظه على الارتفاع الكبير في الاسعار محذراً المواطنين أن يكونوا اكثر حذراً في استثماراتهم.
وأكد الطوق في جانب آخر أن الاقبال الذي يحظى به سوق الاسهم وعمليات الاكتتاب يعود إلى أن كثيرا من الناس وجدوا في السنتين الأخيرتين ان الذين دخلوا سوق الأسهم حققوا أرباحاً جيدة فتبعهم باقي الناس، وكل يريد أن يحقق أرباحاً إضافة إلى ما رأه أن عدداً كبيراً من الناس حقق أرباحاً كبيرة وأصبح يقول لنفسه لماذا أنا لا؟ واعتقد أنها ظاهرة لا تحتاج إلى ذكاء لاكتشافها.
وأبان الطوق أن عملية الاكتتاب في بنك البلاد ستحظى باقبال كبير كما حدث في اتحاد اتصالات او اكثر، لأن البنك عند مقارنته بأداء البنوك الموجودة حاليا أو المشابهة لبنك البلاد حققت ارباحاً جيدة ولذلك المستثمر يتوقع أن بنك البلاد سيحذو حذوهم.
ومن جانبه أوضح رئيس بحوث الاستثمار في بنك الرياض وكبير اقتصادييه الدكتور عبد الوهاب أبو داهش أن ما حدث في سوق الأسهم خلال اليومين الماضيين كان متوقعاً نتيجة لارتفاع اسعار النفط بشكل قوي مع زيادة إنتاج الكثير منه، وكذلك الاعلان عن ارباح قوية جدا خصوصا في قطاع البتروكيماويات والقطاع البنكي إضافة إلى توقع زيادة المصروفات الحكومية خلال شهر رمضان وركود العقارات في الوقت نفسه خلال شهر رمضان وانخفاض عوائد البدائل الاخرى مثل السندات او القنوات الاستثمارية وزيادة أعداد المستثمرين في السوق حيث بدأ يتزايد اعداد الداخلين في الآونة الأخيرة واتضاح الصورة في اكتتاب اتحاد الاتصالات.
وهذه العوامل أثّرت على السوق مما جعله يحقق أرقاماً قياسية ويلاحظ أن هناك عودة إلى الأسهم الصغيرة بدءاً من الاسبوع الحالي.
وأضاف أبو داهش في موضوع آخر أن طرح الأسهم للمواطنين من المفترض أن لا يرتبط ب (20%) كما تشير بعض الأنظمة، بل يجب أن تؤخذ عوامل اخرى مثل مستوى السيولة وقوة الاقتصاد المتمثل في اسعار النفط وزيادة انتاجه وجاذبية القطاع الذي تعمل فيه الشركة.. فقد أُخذت هذه العوامل في الاعتبار فالمفترض أن تحقيق النسبة من 20% إلى 40% وتكون اكثر مرونة مع حركة السوق.
وأشار رئيس بحوث الاستثمار في بنك الرياض إلى أن أثر عودة الأموال بعد الانتهاء من عمليات التخصيص في اتحاد الاتصالات سيكون بسيطا لكون السوق يتمتع بسيولة كبيرة وعودة الأموال للشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد يحد من فورة السوق قدوم العشر الأواخر من شهر رمضان وإجازة عيد الفطر.
وتوقع أبو داهش أن يحظى بنك البلاد بإقبال ربما يكون أكبر وأقوى من اتحاد اتصالات لعوامل منها أن القطاع البنكي قطاع قوي ويحقق أرباحاً قوية وعمليات الاندماج بين مصارف لها خبرتها في السوق وذات باع طويل وأصولها معروفة للمستثمرين والتنظيم في عملية الاكتتاب سيكون أفضل بكثير من اتحاد اتصالات.
|