هذا كتاب قيم جدا يعد من أنفس الكتب الإسلامية المعاصرة ، التي تنير البصائر وتهذب النفوس وترشد العقول إلى الطريق القويم ، بالحجة والبرهان والدلائل الواضحة .. يقع هذا الكتاب في 339 صفحة من الحجم المتوسط ، ومع انني لم استوعب كل ما جاء فيه إلا انني ألقيت نظرة على بعض المواضيع المهمة ، وكله مهم ، واعجبت كثيرا بسداد رأي المؤلف ونفاذ بصيرته وقدرته على كشف شبهات المموهين ، ودحض دعاوى المبطلين واثبات عظمة هذا الدين وصلاحيته لقيادة البشرية في كل زمان ومكان.
تحدث المؤلف عن عبوديتنا الفكرية وأماط اللثام عن أسبابها ، ووصف لنا الدواء الناجع وهو العودة الصادقة إلى الإسلام ، الذي جعل المسلمين يتقلبون في اعطاف العز والمجد والنعيم أربعة قرون أو خمسة ، حتى تدفق سيل السلطة الغربية وجعل يمتد شرقا وغربا إلى أن غمر ربوع الأرض.
وكشف المؤلف عن عجز القوانين الوضعية في إصلاح المجتمعات البشرية ، وقارن بين نجاح الشريعة الربانية وفشل القانون الوضعي في تحريم الخمر ، فذكر ان الحكومة الأمريكية اصدرت قرارا يقضي بتحريم الخمر ، وعملت كل ما في وسعها لمنع الناس من تعاطيه واقناعهم بما يعود به عليهم من المفاسد والأضرار ، وقتلت من الناس في سبيل ذلك من قتلت وسجنت من سجنت وأنفقت الملايين من الجنيهات ولم يمض أربعة عشر عاما على هذا الوضع حتى أعلنت فشلها وأحلت اليوم ما حرمته بالأمس.
أما في الإسلام فقد تم الإقلاع عن الخمر بمجرد نزول قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ } ، وعند نزول هذه الآية أريقت الخمور حتى سالت بها شوارع المدينة وأصبحت الأمة الإسلامية حتى اليوم أزهد الأمم في تعاطيه.
وعلى كل حال فالكتاب نفيس بمعنى الكلمة فعودوا إليه وإلى أمثاله يا شباب الإسلام ، وفقكم الله.
عبد الله أحمد هنيدي |