* كتب سعود عبدالعزيز:
شهدت مباراة الاتحاد السعودي وفريق تشومبيك الكوري في مباراة الرد ضمن الدور نصف النهائي لبطولة آسيا التي انتهت بالتعادل (2-2) ووصل فيها العميد لبطولة القارة أحداثا مثيرة بطلها قلب الاتحاد النابض أسامة المولد الذي رفض خروج فريقه خالي الوفاض فتقدم من الدفاع للهجوم في الشوط الثاني والاتحاد متأخر (0- 2) إلى تعادل (2-2) بعد أن نجح في كسب ضربة جزاء تقدم لها شيكو وسجل هدف الاتحاد الأول الذي أعاد العميد إلى أجواء المباراة ثم عاد البطل أسامة المولد في الثواني الأخيرة وأحرز هدف التأهل عندما استفاد من تمريرة مرزوق فتجاوز الحارس الكوري من زاوية صعبة سدد بقدمه اليسرى غير الأساسية له وسجل الهدف الأعلى في تاريخ الاتحاد ليتأهل للمباراة الختامية على كأس القارة.
الشوط الأول
ارتكب فيه مدرب الاتحاد الكوراني ايفيتش جملة أخطاء كثيرة وأهمها عدم استفادته من القدرات والامكانات الهجومية الموجودة في الفريق بل أنه عطل موهبة شيكو ونور وركن الواكد والسويد ومرزوق وحمزة واليامي في دكة البدلاء ودخل اللقاء بطريقة دفاعية بحتة فتواجد أكثر من (7) لاعبين في المناطق الخليفة، فحسين الصادق كان في المرمى وأمامه الخماسي أسامة المولد، رضا تكر حمد المنتشري، مشعل السعيد، عبدالمجيد الطارفي، وفي الوسط أوعز لخميس العويران وشيكو، وماري ميش وخميس الزهراني بتنفيذ الأدوار الدفاعية فقط وعدم التقدم للهجوم في حين بقي محمد نور في مركز رأس الحربة وهي الخانة التي لم يتعود على التواجد فيها، ولسبب هذه اللخبطة الفنية التي قادها العجوز الكرواتي اختفى الاتحاد تماماً عن أجواء الشوط الأول واكتفى لاعبوه بالدفاع في حين شن هجوم الفريق الكوري عدداً من الهجمات الخطرة التي أثمرت عن هدفين سريعين من رنك وبوني صعبا مهمة الاتحاد كثيراً في الشوط الثاني ولولا توفيق الحارس حسين الصادق ووقوف الحظ بجانب الاتحاد لهتزت شباك العميد أكثر من مرتين، وقد سجلت أحداث الشوط الأول ضرورة محاسبة المدرب الكرواتي حتى لو أدى الأمر إلى طرده وتكليف مدرب جديد يقود الفريق في لقائي النهائي، فما حدث منه لا يمكن السكوت عليه، فكيف يتم ابعاد العناصر الهجومية المحلية والأجنبية أمثال سيرجيو جونيور، هريراء، مرزوق العتيبي، الحسن اليامي، حمزة إدريس، من القائمة الأساسية ويخوض الفريق أهم مباراة في تاريخه بفريق بلا مهاجمين.
الشوط الثاني
وفيه واصل المدرب العجوز الكرواتي ايفيتش تقليعاته الغريبة فأخرج خميس العويران وأشرك الواكد واستبدل ابن جلدته ماري المتواضع واستعان بالنجم إبراهيم السويد وسمح لشيكو ونور والسويد بالقيام بالأدوار الهجومية، لكن أكبر المفاجآت كان طلبه من المدافع أسامة المولد التواجد في مقدمة الهجوم بدلاً من قلب الدفاع الذي لعب فيه في الشوط الأول وبعد عودة نور وشيكو مع السويد والزهراني لوسط الملعب تحسن أداء العميد كثيراً وبدأ الفريق ينقل الكرة بصورة سليمة بدلاً من العشوائية التي كانت في الشوط الأول، وفي الدقيقة (70) انطلق البطل أسامة المولد الذي عمل كل شيء من أجل الاتحاد خلف كرة شاردة مررها شيكو لينقض عليه الحارس الكوري بكل عنف لم يتردد الحكم في احتساب ضربة جزاء صريحة وسليمة ولا غبار عليها للاتحاد تقدم لها شيكو ووضع كامل خبرته فيها محرراً هدف الاتحاد الأول الذي عادل الكفة حيث سبق للاتحاد ان فاز في جدة قبل اسبوع بـ(2-1) سجلت عن طريق نور والمنتشري. هدف شيكو الاول اعاد نجوم الاتحاد إلى اجواء المباراة وبدأوا يلعبون بطريقتهم الخاصة ووفق امكانياتهم الفردية وموهبتهم الكروية وليس حسب متطلبات المدرب العجوز الذي عطل قدراتهم الفنية للتواصل الهجمات بين الفريقين ويتألق العملاق حسين الصادق في التصدي لأكثر من هجمة وبعدها يشرك ايفيتش المهاجم الدولي مرزوق العتيبي بدلاً من عبد المجيد الطارقي ويبدو أن الكرواتي تذزكر ان لديه مهاجمين. هذا التبديل اعطى الاتحاد زخماً هجومياً اكبر وكثر المحاولات لاحراز هدف التأهل الذي جاء في الوقت المناسب عن طريق البطل اسامة المولد.
قصة هدف التأهل
والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة والجميع يتوقع ان تذهب إلى الأشواط الاضافية ينطلق البطل الاتحادي اسامة المولد خلف تمريرة مرزوق العتيبي من الجهة اليسرى ويتجاوز الحارس الكوري بمهارة فائقة وعلى طريقة المهاجمين الكبار ثم يسدد الكرة بيساره من زاوية صعبة وشبه مستحيلة لكنها تذهب إلى داخل الشباك الكورية مسجلاً هدف التأهل إلى نهائي القارة في واحدة من أغرب المباريات التي اقيمت في السنوات السبع الأخيرة.
لقطات من المباراة
* إدارة الاتحاد بقيادة منصور البلوي التي قدمت كل شيء للعميد مطالبة بمحاسبة المدرب الكرواتي الذي عطل قدرات الفريق وكاد يحرم العميد من بلوغ النهائي القاري.
* محمد نور، شيكو، حسين الصادق كانوا الابرز في المباراة اما اسامة المولد فانه خاض لقاء العمر الذي لا يمكن ان ينسى.
* فوز الاتحاد الكبير والمثير يجير لصالح ادارته ونجومه اما الجهاز الفني فانه يستحق العقاب وليس المكافأة.
* يبدو ان الاتحاديين بعدما شاهدوا طريقة الكرواتي ايفيتش سيذكرون البرازيلي كاندينو بالخير.
|