* الرس - أحمد الغفيلي:
تبدو مطالبة نائب رئيس لجنة الحكام عبر القناة الرياضية التي يفترض أن يغلف الحوار في برامجها الحياد والشمولية بحتمية أن تقر لجنة الانضباط عقوبة بحق القائد الهلالي سامي الجابر بحجة خلع قميصه احتفالاً بهدفه الثاني في مرمى المنافس النصر ليعزز الانطباع السابق والذي يشير إلى أن لجنة الانضباط التي يحمل عبدالله الناصر عضويتها باتت الفرصة لها متاحة كما هو في مواسم ماضية لأن تستعيد نشاطها وحيويتها وتشعر بوجودها وديمومتها واستمراريتها بعد أن كاد الجميع يظن بإلغائها لغيابها وتوقف مداولاتها واجتماعاتها منذ إعلانها وقف الهلالي باتريك سيفوا بعقوبة الغياب لثلاثة لقاءات مهمة وحساسة نهاية الموسم الماضي بدلاً من لقاء يلي استبعاده بالكرت الأحمر كما هو معتاد.
* وبالعودة للذاكرة نجد أن لجنة الانضباط أُحدثت وعُرِفَت بقرارها الشهير الذي حرم الأزرق من الاستفادة من نجميه الجابر والثنيان في مواجهتي الأهلي في المربع الذهبي على خلفية ختام كأس ولي العهد أمام الشباب في حدث هو الأول من نوعه في الملاعب السعودية لكونه جاء استنادا على مراجعة التسجيل التلفزيوني برغم عدم حدوث ماينبئ بتوقع صدور عقوبة لخلو تقرير حكم المباراة عن ما يشير إلى مواكبتها تصرفات خارجة عن الروح الرياضية وتأكيده على أنها انتهت نهاية طبيعية.
* ومابين أول قرارات لجنة الانضباط ومن ثم غيابها وعودتها على فترات طالت عقوباتها الكاتو والجمعان والثنيان وتم وقفهم محلياً بعد مشاركتهم آسيوياً وخليجياً تمضي لسنوات يتخللها أحداث لم يكن الزعيم ولا نجومه أو مسؤولوه طرفاً فيها تنوعت ما بين ملاحقة الحكام ومحاولة الاعتداء عليهم والإساءة لهم وقذفهم بعبارات مؤذية وجارحة والتشكيك بنزاهة وتوجه اللجان بمختلف مسمياتها والصعود للمدرجات والاشتباك مع الجماهير والاعتداء على رجال الإعلام وتشويه جمالية المسابقات الكروية السعودية بخشونة متعمدة بسببها فقدت ملاعبنا أمتع وأمهر نجومها وفرضت عليهم التوقف وأجبرتهم على مداومة البحث عن مخرج لإصابات غيبتهم لفترات طويلة كما هو حال الذهبي التمياط والخراشي والصالح وأخيرا الصويلح بل وكادت أن تهدد حياة البعض منهم كالشريدة وما تلاها من تجاوزات متعمدة دهس أبطالها بأقدامهم على أجساد زملاء لهم بطريقة أثارت الاشمئزاز لم نسمع بعدها من ينادي ولو بصوت خافت لا يرقى لمجاهرة الناصر وإصراره على لجنة الانضباط بالتحرك ومراجعة المشاهدة ووقف مثل هذه الممارسات والتصدي لها ونفث الغبار عن لوائحها وبنود جزاءاتها التي طالها النسيان ووقف دون حراك مشاهده دون أن يصدر منها ما يناسب حجم السلوك الشاز.
* ولأن الناصر لا يمثل نفسه وهو يقدم رأيه عبر برنامج صافرة بقدر ما يمثل توجها معتادا يبرز بقوة تدعمه وتتبناه وتثريه إطروحات متشنجة لا تكاد تجد فرصة للنيل من الزعيم ككيان وجابر عثراته بوجه الخصوص وتأخذ من رأي صادر من مسؤول يحتل موقعا في جهة تنظيمية كغنيمة يجب عليها عدم تفويتها واستثمارها للإيحاء بخصوصية ينعم بها نجوم الأزرق حتى وإن كانت الدلائل والشواهد منافية لادعاءاتهم فضلاً عن أن الناصر وهو يبرز تصرف الجابر المعتاد مشاهدته في ملاعب محلية ودولية ويتجاهل غيره من التصرفات صمت أمامها وأغفلها برغم فداحتها وتأثيرها السلبي وعدم مقارنتها مع مشهد غلب فيه الفرح دون مساس بالمنافس ويكرر مطالبته رغم افتراض اطلاعه على تقرير خليل جلال وتدوينه منح سامي كرتا أصفر كما ينص بذلك قانون كرة القدم كأقصىعقوبة لتصرف تلقائي لا علاقة له بمثالية المنافسة فهو دون قصد منه ربما أوجد مبرراً لذهول واستغراب وحيرة الهلاليين إزاء طبيعة عمل لجنة الانضباط التي تنام وتغفو موسماً بأكمله لتصحو أمام حادثة للهلاليين علاقة بها في سيناريو متكرر يتنافى مع التطلع بأن يكون للجنة الانضباط تواجدها ومتابعتها لكل المنافسات ولجميع الفئات بعيداً عن أي مؤثرات قد تحد من جرأة قراراتها ومصداقية عقوباتها.
|