قرأت وما زلت كتاب (لا تحزن) لفضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبد الله القرني، واستمتعت بغزارة علمه وجميل عرضه.
قد يكون لمعاناة من هم من جيلي ندرة قراءة الكتب العلمية والمجلدات وهذا يعود لكثرة الملهيات والبدائل التي يعلمها الجميع لكن يتفق الشباب أن الكتب الدراسية في المراحل الصفية الأولية كانت سبباً في (كره) الكتب.. (ربما)..!!
أعود إلى (لا تحزن) فأجد فيه تسلية المهموم وتحفيز المتكاسل وترغيب القانط والتأكيد على أن الحياة الدنيا فانية بخلاف تصرفات الناس اليوم وكأنهم مخلدون.
هنا أستعير بعضاً من كلماته عن الفراغ وهو ما يعاني منه الشباب والشابات اليوم ويشتكون من كيفية القضاء عليه بعد وصفه بـ(القاتل).. يقول الشيخ يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي وانتحار بكبسول مسكِّن.. انتهى.
حين أقرأ هذه الأسطر أتذكر شباباً (لاهياً) متسكعاً في الشوارع والمقاهي بنوعيها وقد تكون إجازة الصيف خير شاهد (نوم النهار وسهر الليل)، فيخرج لنا شباب خال من المهارات ومن الثقافة ومن الاطلاع ومن الاحتكاك بالمجالس ومن محاولة تعلُّم أي شيء حتى من.. تحمُّل المسؤوليات..!
وزاد الشيخ: إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.
الراحة غفلة والفراغ لص وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية، إذاً قم الآن صلِ أو اقرأ أو سبِّح أو طالع أو اكتب أو رتِّب مكتبك أو أصلح بيتك أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.. انتهى كلامه.
أتمنى كغيري أن تصل رسالة فضيلته وأن تكون كافية شافية للحال التي وصل إليها (أبناؤنا)... هدية لكل أب (لا تحزن).
|