رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مساء أمس الاول حفل تكريم المتقاعدين من منسوبي وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية من عسكريين ومدنيين بحضور صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وذلك بنادي ضباط قوى الأمن بالرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم وعدد من المسؤولين بالوزارة. وبدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى اللواء المتقاعد ابراهيم عبدالله القاضي كلمة المتقاعدين شكر فيها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه لحضورهما حفل التقاعد وقال: إن هذا الحفل سنة حسنة عرفت عن قادة هذه البلاد.
وأضاف القاضي أن حفل هذه الليلة يزيد من تواصل الوفاء واستمراراً للولاء من قبل المتقاعدين حباً للأرض والقيادة.. وأن الأمن ليس وظيفة فحسب ولكنه رسالة والرسالة أمانة والأمانة مسؤولية والمسؤولية مشتركة.
بعد ذلك ألقيت قصيدتان بهذه المناسبة. اثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أخي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية إخواني الحضور وبشكل خاص إخواني المتقاعدين..
نلتقي في هذا المساء المبارك لنشكر ونودع.
نشكر ونكرم ونودع وداع المكتب ولكن وداع خدمة الوطن والعمل هذا دائماً ما دمتم أحياء إن شاء الله فكلنا خلقنا لنخدم ديننا أولا ثم وطننا وكلنا فداء للدين والوطن أثق ان شاء الله أن جميع المسؤولين في وزارة الداخلية وطبعا بالتأكيد المتقاعدين من أولهم في مقدمتهم أنهم يشكرون الله عز وجل إذ من عليهم وعملوا في هذا المجال وهو خدمة أمن الوطن وما نحن جميعا إلا مواطنون وما نحن جميعا إلا ممثلون لجميع المواطنين في هذه البلاد المباركة فما عملناه أو ما سنعمله هو ما سيعمله كل مواطن لو كان في موقعنا.
إن الأحداث هي التي تبين الرجال وتبين الفعل.. نعم نحن لا نريد الفتن ولا نريد الإخلال بالأمن ولكن إذا حدث فهناك من يقابل هذا الفعل الشرير.
أتذكر في هذه اللحظة بيت شعر قاله الملك فيصل رحمة الله عليه في وقت ما حينما كانت البلاد تتعرض لاعتداءات قال: (لست بباغي الشر ما دام تاركي.. لكن متى أحمل على الشر أركب). نعم نحن نعمل وفق هذا المفهوم لا شك أننا فخورون بأن لنا شهداء ولنا مصابين ولكن في سبيل الله ثم في سبيل حماية الوطن من الأشرار حتى ولو كانوا منا نعم إنه من المؤسف والمؤلم أن نجد من أبناء الوطن من يعمل ضد دينه ووطنه ويتسمى باسم الإسلام وهو أبعد ما يكون عن الإسلام إنهم أكبر من أساء الى الإسلام لأنهم عملاء للخارج وقد يكون بعضهم لا يعلم وإن كان فيهم من يعلم وأشر منهم أقصد المنفذين هم من يشجعونهم أو يفتون لهم بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان. إن الوقت والواقع يفرض علينا جميعا وفي مقدمتنا علماؤنا ومفكرونا ومثقفونا أن يعملوا ويشدوا أزرهم بالعمل الجاد لتصحيح المفاهيم ولاجتثاث هذا الفكر الدخيل من الأذهان التي أفسدت وإعادتها إلى صوابها وهذا ما يجب أن يكون وإن كنت لا أقلل أبدا مما يقوم به رجال الأمن ولكن أحب أن أقول إن هذا ليس بكاف إذا لم توأد الفتنة في مهدها وإذا لم تجتث من منابعها هذا ما أطالب الجميع بالعمل به وهذا ما ستسهم المملكة به مع كل جهد عربي أو دولي والملتقى الذي أعلن عنه قريباً كمؤتمر لمكافحة الإرهاب أو ملتقى لمكافحة الإرهاب هو أكبر تعبير لأن تؤكد المملكة أنها بدينها وأخلاقها هي ضد الإرهاب بأي شكل كان ومن أي كائن كان.
إننا في هذه البلاد وفي رجال الأمن بالذات نقول ليس سلاحنا هو الرشاش أو القنبلة سلاحنا قلوبنا التي لا تخاف إلا من الله عز وجل والتي تدفعنا لأن نضحي بأجسادنا وحياتنا من أجل ديننا ومن أجل وطننا.. الشجاعة هنا وليست في البندقية أو الذي يحتمي خلف حائط ويطلق قنبلة أو يفجر سيارة ليقتل بها المسلمين والمواطنين أرجو من الله عز وجل أن يهدي الضال وأن يتقبل الشهيد وأن يعين رجال الأمن جميعا على مواجهة هذا الواقع وأنا متأكد أنهم مستمرون في هذا الفعل ولن يترددوا ما دام هناك من يحاول أن يسيء إلى أمن الوطن.
أحب أن أقول كلمة أتشرف بها وكل رجال الأمن يتشرفون بها والله لم أزر رجل أمن ولم أر إصابته إلا في وجوههم وفي صدورهم ولم أر رجل أمن أصيب من الخلف ويؤكدون ما قال الشاعر: (لسنا على الأعقاب تدمى كمومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدمى) سندافع عن ديننا وعن وطننا مات من مات وعاش من عاش فالميت شهيد والحي سعيد.
إخواني المتقاعدين أود أن أشكركم سواءً كنتم من عسكريين أو مدنيين أشكركم شكراً جزيلاً وأقدر لكم جهودكم وعملكم الذي بذلتموه في هذه الوزارة لخدمة الدين والوطن وعلى رأس وطننا قيادتنا الرشيدة الممثلة في مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني إننا أمة واحدة لا يفصل بيننا فاصل سنعيش إن شاء الله على ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا وسنكون إن شاء الله حماة لهذا الدين مدافعين عن أوطاننا وعن حرماتنا بأغلى ما لدينا وهي أرواحنا. أشكركم يا إخواني المتقاعدين وأقول الصلة يجب ألا تنقطع وكما قلت في مقدمة كلمتي نعم العمل المكتبي قد يكون ولكن خدمة الدين والوطن وخدمة الأمن هذا مطلوب ونحن متواصلون معكم وأنتم رجال أمن سواءً كنتم في سلك الأمن أو خارجه أتمنى لكم إن شاء الله حياة سعيدة وكريمة ونكون دائما على اتصال والتقاء والله يحفظ الجميع ويوفقنا لما فيه الخير ويجنبنا كل ما يريد هذا الشر لهذه البلاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم سلم سموه الدروع التذكارية للمتقاعدين كما التقطت الصور التذكارية للمتقاعدين مع سموه.
بعدها تناول الجميع طعام العشاء.
|