Wednesday 27th October,200411717العددالاربعاء 13 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

رحلة نغم رحلة نغم
أين دور الفنانين ؟!
هيا سعد

جميعنا نعلم المكانة أو الشعبية الجارفة التي يحتلها البعض من الفنانين لدى الجماهير المعجبة بهم أو المتابعة لأي منهم، وخاصة أن البعض من هذه الجماهير قد تقف في كل مرة مشدودة الأنفس في سبيل انتظار نزول ألبوم فنانها المفضل، وكأنهم بذلك يقفون في انتظار ولادة مولود جديد يخرج للدنيا فيملؤها بهجة وسعادة وفرحاً وسروراً. إن البعض منهم يكون في شوق شديد للاستماع لهذا الألبوم والاستمتاع بسماع ما يحتويه من أغاني، والبعض الآخر بالإضافة لما سبق فإنهم يكونون في شوق لمعرفة نوع الأغاني التي يحتويها هذا الألبوم وفي شوق لمعرفة الأسماء الشعرية التي تعاون معها هذا الفنان.
وقد يعمد البعض إلى تسريب الألبوم قبل وقت نزوله بفترة، مما يجعل الفنان يخرج للجمهور ويدلي بتصريح أو بلقاء يفيد فيه أنه ليس لديه علم بطريقة التسريب هذه، مع أننا نعلم جميعاً المكاسب الكبيرة التي يحصل عليها أحدهم نتيجة هذا التسريب.
ليس هذا ما أود التطرق له، ولكن تعالوا معي لنقف سوياً على ما قدمه هذا الفنان أو ذاك من أجل البعض من الفئات في مجتمعنا، حيث إننا سنجد أن كل فنان قدم أعمالاً عاطفية وأخرى وطنية وبعضهم قدم أعمالاً إنسانية، ولكنهم لم يستمروا على ذلك، لأنهم قد قاموا بتقديم هذه الأعمال الإنسانية في فترة معينة كانت تتطلب منهم هذا الموقف، وبعد انتهاء هذه الفترة تناسوا ما حدث، وأخذوا في البحث عن مواضيع أخرى، إننا نرى البعض منهم بتقديمهم لمثل هذه الأعمال وكأنهم يريدون أن يلجموا بعض الأفواه الناطقة ويريدون إسكاتها بتقديم عمل إنساني وحيد، وبعدها تنتهي السالفة ويعاود هؤلاء الفنانين مواصلة ركضهم بتقديم الأغاني العاطفية التي اكتظت بها نقاط البيع ولم تجد من يستمع لها، إن البعض من الفنانين أو المشاهير لم يستغلوا شعبيتهم ومكانتهم في قلوب محبيهم وذلك بتقديم عمل إنساني يلامس الجرح ويوقف نزيفه، وخاصة أن الجماهير قد تتأثر بعمل ما يقدمه أحد هؤلاء المشاهير ويكون له موضوع إنساني أو ظاهرة تحتاج للوقفة وتحتاج إلى أن يتنبه لها البعض منا، فمثلاً، لو أن أحد هؤلاء الفنانين الذين لهم مكانة في قلوب العديد من المعجبين والمحبين قام بتقديم عمل إنساني يصور واقع بعض الحالات التي يزخر بها مجتمعنا لأتت ثمارها ناضجة، ولأدت الغرض المطلوب منها بكل أمانة، والذي يكون في الواقع غرضاً إنسانياً بحتاً، لأن مجتمعنا به حالات وفئات بحاجة ماسة إلى من يقف بجانبها ويصور واقعها ويحل مشاكلها، وذلك لأن هذه الفئات بحاجة إلى من يتلمس احتياجاتها، وتلمس الاحتياجات هذه لابد أن تتم بطريقة فنية وحسية، وأن يتم البذل والعطاء عليها كما يتم على الأعمال العاطفية الأخرى، وذلك من خلال عمل فني جميل، لأن الفن رسالة، ورسالة موجهه أيضاً، وخاصة إذا تم تعاطيه بطريقة صحيحة، وبأسلوب راقٍ، حيث سنصل من خلاله إلى حل للعديد من الحالات والظاهرات التي زاد انتشارها في مجتمعنا، كحالات الطلاق، والعنوسة، والفقر، والجهل، وبعض الأمراض كفانا الله وإياكم شرها، وظاهرات أخرى تحتاج منا وقوف، مثل، وجوب بر الوالدين وعدم عقوقهما، إن مثل هذه الحالات بحاجة إلى دور فاعل من الفنانين ومن لهم شعبية لدى الجماهير، فالبعض قد يركز على تقديم الأعمال العاطفية ويتناسى الجوانب الإنسانية، وقد يمل الناس من الأشياء المكررة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى فلو نجم أحدهم وتأخره فنياً، في حين أن الفنان الجديد، عفواً،، ! المؤدي الجديد، قد يأتي بما يشبه البرتقالة، ! ويستطيع بذلك أن يكتسح الساحة في غضون عدة ثوانٍ فقط، وبالتالي يصل بقوة الصاروخ، لأنه أتى بشيء جديد ومختلف، والذي سرعان ما يختفي ويذوب، ويبقى ما يهز ويحرك مشاعر القلوب، إنني أرى أن للفنان دور كبير في تلمس احتياجات المجتمع والوقوف عليها، وذلك من خلال الفن.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved